تعكس الترشيحات التي تتنافس على المقاعد الانتخابية المخصصة لجهة فاسمكناس بتقسيمها الجديد سواء بالنسبة للانتخابات الجهوية أو الجماعية، قوة الصراع القائم بين الأحزاب السياسية المشاركة في هذا الاستحقاق من أجل الفوز في هذه الجهة التي تعد من بين الأقطاب الاقتصادية الكبرى على صعيد المملكة. وكشف الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية على مستوى هذه الجهة عن صراع محموم سيشتد كلما اقتربت الحملة من نهايتها بين أحزاب سياسية تمثل الأغلبية والمعارضة تراهن على اكتساح هذه الجهة التي تعد الأكثر كثافة على الصعيد الوطني والتي تتوفر على إمكانيات ومؤهلات اقتصادية وطبيعية جد مهمة تجعل منها إحدى المناطق الأكثر جذبا للاستثمارات. ولضمان حضور قوي في هذا الاستحقاق الانتخابي المقرر إجراؤه يوم 4 شتنبر المقبل، عمدت أغلب الأحزاب السياسية إلى اختيار مرشحين يحتلون مراكز متقدمة في صفوفها ووضعتهم على رأس لوائحها على صعيد جهة فاسمكناس وضمنهم أسماء وازنة وقياديون ومسؤولون كبار كبعض الأمناء العامين للأحزاب والوزراء والبرلمانيين ورؤساء الفرق من أجل التنافس على الظفر بالمقاعد المخصصة لهذه الجهة سواء على الصعيد الجهوي على أو صعيد المجالس الجماعية . فحزب الاستقلال الذي ظل يبسط سيطرته لحد الآن على أغلب الجماعات المحلية خاصة بفاس وكذا على مجلس الجهة نزل بثقله في هذه الانتخابات وجعل أمينه العام حميد شباط يقود اللائحة التي ستتنافس على الظفر برئاسة الجهة بينما وقع اختيار حزب العدالة والتنمية على إدريس الأزمي الوزير المكلف بالميزانية ليتصدر اللوائح الخاصة بانتخابات الجهة بينما قرر حزب الحركة الشعبية الذي يعتبر المناطق التي أصبحت في إطار التقسيم الجهوي الجديد تابعة لجهة فاسمكناس إحدى أهم معاقله الانتخابية ترشيح أمينه العام محند العنصر ببولمان. وعلى مستوى اللوائح المحلية والتي بدروها تعرف منافسة شرسة، وقع اختيار الأحزاب السياسية المشاركة في هذه الانتخابات على أسماء وازنة كوزير التعمير وإعداد التراب الوطني إدريس مرون الذي يترشح في الجهة ذاتها باسم حزب السنبلة بالإضافة إلى محمد أوزين الذي ترشح بإفران ومحمد عبو وزير التجارة الخارجية الذي ترشح عن حزب التجمع الوطني للأحرار بإقليم تاونات بينما دخل رشيد الفايق المنسق الإقليمي للحزب ذاته غمار المنافسة على رئاسة الجهة. وللتأكيد على قوة الصراع الذي يدور بين الأحزاب السياسية حول هذه الجهة، فقد اختارت أغلب الأحزاب المشاركة في هذه الاستحقاقات إعطاء انطلاقة حملاتها الانتخابية من العاصمة العلمية للملكة برئاسة أمنائها العامين كما هو الشأن بالنسبة لحزب الاستقلال الذي أعطى الانطلاقة لحملته الانتخابية من معقل أمينه العام بفاس في حشد جماهيري كبير خلال بداية الأسبوع الماضي وهو نفس الاختيار الذي سار على نهجه حزب الحركة الشعبية الذي نظم أمس الأحد وسط مدينة فاس تجمعا حاشدا لمناضليه. كما قرر حزب العدالة والتنمية تنظيم مهرجان خطابي كبير بفضاء المركب الرياضي وذلك من أجل التأكيد على اهتمامه بهذه الجهة واستعداده للتنافس على ربح رهانها أمام الأحزاب المنافسة الأخرى.