لم تمنع الحملة الانتخابية وهي في عزها، السلطات المحلية للمضيق الفنيدق، عن القيام بعمليات هدم واسعة لعشرات من المنازل العشوائية بحي الديزة، رسالة واضحة لبعض المرشحين ومن قد يصلون إلى المسؤولية بجماعة مرتيل، حيث جندت السلطات المحلية صبيحة يوم الخميس المنصرم رجالاتها وعتادها، لتدخل الحي العشوائي، وتبدأ في هدم ما تم إنجازه من بناءات عشوائية. عشرات من رجال القوات المساعدة وأعوان السلطة وعناصر من التدخل السريع، ومسؤولون بالسلطة المحلية، يتقدمهم باشا المدينة وبعض قوادها، إضافة لخمس جرافات وعدد من عمال الإنعاش الوطني. كل هؤلاء تم تسخيرهم لواحدة من أكبر عمليات هدم أساسات منازل، بنيت على واد مرتيل وفي مجرى الواد، خلال الأيام القليلة الماضية، مستغلين في ذلك فترة الانتخابات. ووفق بعض المصادر، فإن بعضا ممن اقتنوا تلك الأراضي الغير المسموح باقتنائها، استغلوا فترة الانتخابات وانشغال السلطات بتتبعها ليقوموا بعمليات بناء لأساسات، ومنهم من قاموا باستكمال بناء الأساسات التي كانت قائمة، ليصل عدد ما تم هدمه إلى حوالي 115 أساسا وبناء طور التشييد، بحيث قامت الجرافات باجتثاثها واقتلاعها تماما حتى لا يعود أحد للبناء مجددا. عملية الهدم تلك تأتي بعد عمليات هدم سابقة مماثلة، في ذات الحي والتي يتواطأ بعض رجالات السلطة مع مستشارين ومسؤولين بالجماعة في هذا النوع من البناء، بحيث أدلى بعض من المعنيين بوثائق تثبت التصديق على إمضاءات وعقود البيع العرفية المبرمة بين الطرفين، ناهيك عن تأكيدهم أن هناك من سمح لهم بالبناء في هاته الفترة مؤكدين لهم أن لا أحد سيمنعهم، ليفاجؤوا بالسلطة المحلية تدمر كل شيء. ورغم محاولة المقاومة التي قام بها البعض، إلا أنهم لم يتمكنوا من منع الجرافات من هدم تلك الاساسات والقيام بمهامها كاملة على أحسن وجه، فيما كان هناك من يريد استغلال الواقعة للحملة الإنتخابية، حذرت السلطة من مغبة ذلك وأكدت أنها لن تتوانى بإرسال كل من ثبت في حقه خرق أو تجاوز للقضاء. وفي نفس التوقيت تقريبا عاش حي مورسيا بتطوان، نفس الأجواء من خلال عمليات هدم لأساسات ومنازل بنيت بطريقة عشوائية وبدون تراخيص، خلال الأسابيع الأخيرة، أي خلال الفترة الإنتخابية، مستغلين انشغال الجميع وغياب العيون المراقبة. مصطفى العباسي