لم تعد الأصوات الداعية إلى العودة لحمل السلاح تصدر فقط عن بعض القيادات الميدانية الشابة في مخيمات تندوف ، بل أصبحت الحرب تتداول في خطابات وتصريحات البوليساريو وعلى رأسها جناح المقيمين بإسبانيا، علما أن تمثيلية الجبهة بمدريد عادة ما كانت مصدرا للعديد من مناورات البوليساريو. نداءات الحرب جعلت الأممالمتحدة تتابع بقلق أشغال المؤتمر الثالث عشر لجبهة البوليساريو الذي سينعقد بحر الأسبوع الجاري ، والسبب تلك الدعوات التي باتت تصدر عن بعض المحيطين بمحمد عبد العزيز والداعية إلى إنهاء مرحلة وفق إطلاق النار، كيف لا؟ وقد تشكل توصيات هذا المؤتمر منعطفا خطيرا في ملف الصحراء المغربية . المؤتمر الثالث عشر للجبهة، الذي يصادف الذكرى العشرين لدخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ منذ سنة 1991 ، يتزامن مع تعثر جولات التفاوض بين المغرب والبوليساريو تحت إشراف الأممالمتحدة والمبعوث الخاص للأمين العام ، كريستوفر روس تسرب التخوف الأممي من مكاتب الديبوماسيين ليمتد إلى صفوف العاملين على أرض الميدان، ذلك ما يمكن استخلاصه من إفادات مصادر مقربة من بعثة الأممالمتحدة إلى الصحراء « المينورسو» للصحافة الإسبانية من أن « الأممالمتحدة تتابع بقلق واهتمام كبيرين المؤتمرالحالي لجبهة البوليساريو، بحكم أن توصياته قد تؤثر على مساعي الأممالمتحدة خاصة إذا كانت راديكالية في مطالبها وربطها بحيز زمني، في ظل تنامي دعوات قيادات البوليساريو إلى استئناف الحرب ضد المغرب تحت ذريعة أن رهان الأممالمتحدة على الحلول السلمية قد فشلت». « استئناف الحرب هو فشل للأمم المتحدة لكونها لم تقدم طيلة العشرين سنة صيغة ترضي بها طرفي النزاع، ففي الوقت الذي أصبح فيه الحكم الذاتي هو البديل الواقعي للنزاع، مازالت الجبهة ترفع شعار تقرير المصير وبأنه لا حياد عن الاستفتاء» توضح المصادر نفسها التي تمنت « غلبة المنطق على قيادة البوليساريو»، وذك رغم إقرارها ب« تنامي اليأس وسط قيادات كثيرة في البوليساريو لم تعد ترى بديلا عن العودة الى السلاح».. من بين أكثر قيادات البوليساريو الراغبة في عودة الجبهة إلى زمن السلاح يوجد بشرايا بيون ممثل البوليساريو في إسبانيا، الذي صرح أول أمس الأحد في حوار مع جريدة « دياريو مونتانييس» بأن « الجبهة تعتبر أن المهمة السلمية للأمم المتحدة لم يعد لها معنى، فالمغرب يرفض الاستفتاء ويحصل على دعم فرنسا بينما تتبنى اسبانيا موقفا مبهما وتعطي الأوكسجين للطرح المغربي»، مشددا على أنه « حان الوقت لاتخاذ قرار بشأن مستقبلنا، وإذا جرت المصادقة في المؤتمر الثالث عشر على العودة إلى السلاح، وقتها يجب تحمل ذلك». ياسين قُطيب