لوح سفير البوليساريو في الجزائر بورقة العودة إلى حمل السلاح في مواجهة المغرب، و أشار محمد يسلم بسيط، إلى أن المؤتمر المقبل للجبهة والذي سينطلق اليوم الجمعة سيكون أمام سيناريوهين اثنين في ما يتعلق بملف الصحراء، يتعلق الأول باستكمال مسلسل المفاوضات التي تشرف عليها الأممالمتحدة، أما الخيار الثاني فهو حمل السلاح بعد سنوات من وقف إطلاق النار بين المغرب و البوليساريو الموقع منذ سنة1991. "" تصريحات مسؤولي البوليساريو تعود إلى دق طبول الحرب ضد الرباط في تزامن مع مساعي المنتظم الدولي لاستئناف جولة جديدة من المفاوضات حول الوضع النهائي في الصحراء، ستكون هي الثالثة من نوعها لاستكمال الحوار بين أطراف النزاع. و عاد مسؤولو البوليساريو إلى التلويح بالحرب، في تزامن مع انعقاد مؤتمر الجبهة و ذلك بهدف التعبئة له، و تجنب الفراغ الذي تعيشه المخيمات و اللامبالاة السائدة رغم محاولات التعبئة الشاملة، سواء عبر شعارات المؤتمر الداعية إلى تعميم المواجهة، أو عبر الخرجات الإعلامية لإثارة الانتباه عبر توظيف ورقة العودة إلى الحرب، رغم أن الأمر يبدو وهما بالنظر إلى أن الكثير من التقارير الدولية كشفت عن عدم قدرة الجبهة على العودة إلى حمل السلاح بعد خمس عشرة سنة من التوقيع على اتفاقية وقف إطلاق النار، الذي تشرف عليه قوات بعثة المينورسو، كما أن تقارير الأممالمتحدة في موضوع الصحراء، تروم استئناف المفاوضات و الحرص على استمرارها في أفق إيجاد تسوية نهائية للصراع الذي تصر فيه الجزائر على تصفية حساباتها السياسية عبر نهج الحرب بالوكالة ضد المغرب باستخدام جبهة بوليساريو. بدأت ملامح تحالفات ما قبل المؤتمر الثاني عشر للجبهة، الذي سيجري فوق "تيفاريتي" تتشكل منذ الآن، إذ جرت العادة في مؤتمرات جبهة البوليساريو أن يسير التحالف بين صحراويي الجزائر و موريتانيا ضدا على صحراويي الصحراء، و هو الأمر الذي تسهر عليه المخابرات الجزائرية لضمان استمرار سيطرتها على مواقف قيادة البوليساريو، و ضمان عدم "انحرافها" في اتجاه تسوية المشكل بصفة نهائية، و هي الصورة التي اتضحت في تبعات الجولة الأولى من المفاوضات بين المغرب و بوليساريو، حينما حركت المخابرات الجزائرية وزير دفاع الجبهة المنحدر من الصحراء الجزائرية، للتصعيد ضد وفد الجبهة بغرض التأثير على تشكيلته و اتهامه بتقديم تنازلات لفائدة المغرب، و هو الأمر الذي بدا جليا في التحضير للجولة المقبلة من المفاوضات، التي يترقب أن يطرأ تعديل على وفد الجبهة إليها قبل استئنافها. و كانت جبهة البوليساريو التي تستعد لعقد مؤتمرها منتصف هذا الشهر، أفرجت عن المساعدات الإنسانية التي ظلت تحتجزها، منذ أن تسلمتها من المنظمات الإنسانية، و عملت على توظيف ورقة الإعانات الدولية في استقطاب المشاركين من سكان المخيمات، كما شملت العملية الزيادة في أجور بعض العاملين هناك، ممن يتلقون أجورهم من السلطات الجزائرية، ذلك أن الدولة المضيفة لحوالي 30 ألفا من السكان المنحدرين من المناطق الصحراوية، تستجدي باسم سكان المخيمات في جنوبها، طلبا للمساعدة الدولية، رغم أنها تدر مداخيل مالية بسبب الطفرة البترولية تصل إلى 170 مليار دولار. تحريك المعونات الإنسانية و توزيعها على نطاق واسع لفائدة سكان المخيمات الغرض منه استقطاب أكبر عدد من الصحراويين في المخيمات غير المبالين بما يجري.