عادت جبهة البوليساريو، خلال احتفالاتها بذكرى تأسيسها الخامسة والثلاثين في منطقة تيفاريتي، التي بدأت أول أمس وتختتم اليوم، إلى تصعيد لهجتها مجددا ضد المغرب والأممالمتحدة وبالتهديد بالرجوع إلى حمل السلاح. وتبنت «الأمانة العامة»، التي تعتبر بمثابة القيادة السياسية للبوليساريو والسلطة التقريرية ما بين مؤتمرين، قرارا يقضي بعدم الجلوس إلى طاولة المفاوضات في الجولة الخامسة، التي لم يتحدد تاريخها، إلا في حال تم تغيير المبعوث الأممي الحالي في نزاع الصحراء بيتر فان والسوم بممثل جديد، بعدما أعلنت أن هذا الأخير «شخص غير مرغوب فيه». وشكلت احتفالات البوليساريو بذكرى تأسيسها مناسبة لاستعراض مظاهر قوتها العسكرية، في ظل الحديث المتكرر حول احتمال العودة إلى الكفاح المسلح، خصوصا وأن تلك الاحتفالات تتزامن مع انتهاء أجل ستة أشهر التي حددها المؤتمر الثاني عشر، المنعقد في تيفاريتي نفسها في دجنبر من العام الماضي، كمهلة أخيرة لاتخاذ القرار بشأن العودة إلى السلاح، أو الاستمرار في خيار المفاوضات مع المغرب حول مشروع الحكم الذاتي. وصرح رئيس الجبهة، محمد عبد العزيز، خلال كلمته الثلاثاء الماضي قائلا: «إنها مناسبة للتذكير بأننا متعلقون بالحرية وتقرير المصير وبأننا مستعدون لمواصلة القتال حتى الاستقلال». واعتبر المحجوب السالك، من قيادة «خط الشهيد» المقيم في إسبانيا، أن جبهة البوليساريو بوضعها شروطا لاستئناف المفاوضات مع المغرب تريد «ابتزاز الأممالمتحدة وترك الوضع على ما هو عليه»، وقال، في تصريحات ل«المساء»، إن هدف الجبهة هو الإبقاء على الحالة الراهنة في النزاع «لأنها تخدم قيادة البوليساريو الفاسدة»، وكشف أن احتفالات تيفاريتي شكلت دعاية سياسية مجانية لهذه القيادة وكلفت 9 ملايير دينار جزائري.