عالم برس - المساء - نورالدين اليزيد علمت «المساء» من مصادر مطلعة أن قيادة جبهة البوليساريو ما تزال «تعمل جاهدة من أجل رأب الصدع» الذي خلفه انشقاق القيادي البارز وشيخ قبيلة أولاد الدليم، أحمدو ولد اسويلم، الذي فضل العودة إلى المغرب، حيث باشرت أمانة البوليساريو وضع اللمسات الأخيرة على «مخطط تعديلات» يهم مناصب المسؤولية لعدد من مصالحها الداخلية والخارجية ولاسيما المتواجدة بعدد مما يسمى «سفارات الجمهورية الصحراوية» بالخارج، محاولة بذلك «مكافأة» بعض الأصوات الغاضبة خاصة منها تلك التي تلوح «بلا جدوى المفاوضات» مع المغرب. وأضافت المصادر ذاتها أن اجتماعا عُقد مؤخرا على مستوى قيادة الانفصاليين، شارك فيه محمد عبد العزيز، كان مقررا لدراسة خلاصات لقاء فيينا الأخير مع المغرب، قبل أن يتحول إلى مناسبة «لمحاكمة القيادة واتهامها بتهميش عدد من الأطر في مقابل منح امتيازات لعدد آخر من الأشخاص المشكوك في دفاعهم عن حق الشعب الصحراوي والمستعدين لقبض الثمن عندما تتاح الفرصة، على غرار ال6 ملايير سنتيم التي قبضها ولد اسويلم الفار إلى المغرب مؤخرا»، تنقل تلك المصادر التي ذكرت أيضا أن أصواتا ظلت تردد طيلة فترة الاجتماع أن «البوليساريو قدمت، تحت غطاء ما يسمى المفاوضات، تنازلات عدة ولم يبق لديها ما تقدمه، لذلك يجب أخذ زمام الأمور من المغرب وفرض أمر الواقع بالمناطق المحتلة»، في دعوة إلى حمل السلاح من جديد. ويقضي التعديل، المنتظر أن يطال ممثلي البوليساريو بعدد من الدول في الأفق القريب، بانتقال ممثل الانفصاليين في المملكة المتحدة سيدي محمد عمر إلى جنوب إفريقيا ليعوض أبي بشرايا البشير، الذي سينتقل بدوره إلى نيجيريا حيث سيحل محل علين حبيب الكنتاوي الذي عينته قيادة الجبهة «سفيرا» لها بالأمم المتحدة، بالإضافة إلى أنه سيصبح مكلفا حصريا إلى جانب سيدي محمد عمر بملف المفاوضات مع المغرب. واستنادا إلى المصادر ذاتها فإن قيادة محمد عبد العزيز اختارت المترجمة السابقة بمكتب باراك أوباما، السالكة البركة، لشغل منصب سفيرة البوليساريو ببريطانيا وإيرلندا، لتعوض سيدي محمد عمر الذي ترى جبهة الانفصاليين أنه خير ممثل لها في المفاوضات مع المغرب، والذي له «علاقات وطيدة» مع بعض الزعماء الأفارقة الذين يعترفون بكيان البوليساريو. إلى ذلك قلل الباحث في الشؤون الصحراوية، مصطفى ناعمي، من أهمية ما وصفه ب«الأصوات المتطرفة» داخل جبهة البوليساريو، والداعية إلى حمل السلاح ضد المغرب، مشيرا إلى «أن الجو العام بداخل الجبهة هو احترام الشرعية الدولية»، ومؤكدا في ذات السياق على «أن دخول البوليساريو من جديد في حرب مع المغرب يعني في حقيقة الأمر دخول الجزائر فيها، وهو أمر مستبعد». وخلص ناعمي إلى أن استراتيجية البوليساريو تقوم على تصريف مشاكلها الداخلية، عبر«ترضية خواطر» بعض الغاضبين من جهة، ومن جهة أخرى عبر الاستهلاك الإعلامي الأجنبي لإيهام الرأي العام بأن الأمور على ما يرام داخل القيادة.