أعد المعهد الأمريكي المغربي للسياسات -وهو مكتب معروف وسط مجموعات الضغط بالعاصمة الأمريكية، يرأسه إدوارد غابرييل، السفير الأمريكي الأسبق بالرباط- اجتماعات متعددة لوفد مغربي، ضم في عضويته أحمدو ولد اسويلم، زار واشنطن مؤخرا لتقريب وجهة النظر المغربية إلى المسؤولين الأمريكيين. المكتب، الذي يقوم بالترويج لصورة المغرب داخل أمريكا منذ سنوات، حدد جداول أعمال هذه الاجتماعات والشخصيات الأمريكية التي التقى بها الوفد المغربي هناك على عجل، خصوصا مع اقتراب اجتماع مجلس الأمن الذي طرح على طاولة النقاش قضية الصحراء، حيث كان المغرب يتطلع إلى انتزاع قرار تمديد مهمة بعثة الأممالمتحدة في الصحراء المغربية لعام واحد إضافي. «هو وجه من أوجه الصراع الدبلوماسي مع الخصوم قبيل انعقاد مجلس الأمن»، يقول مصدر رفيع المستوى ل«المساء»، قبل أن يضيف: «أجرينا لقاءات مع ممثلين للبيت الأبيض والكونغرس الأمريكي ومع عدد من البعثات الدبلوماسية للدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إضافة إلى منظمات حقوقية وإنسانية، منها ما هو متعاطف مع البوليساريو». وكشف المصدر ذاته أن الوفد -الذي ضم كلا من امباركة بوعيدة، رئيسة لجنة الخارجية بالبرلمان، وزهرة الشكاف وفتيحة بوعياد وخديجة الرويسي، إضافة إلى أحمدو ولد اسويلم- التقى مع منظمة كينيدي، المعروفة بتعاطفها مع البوليساريو، مشيرا إلى أن اللقاء كان فرصة لتوضيح مجموعة من القضايا لهذه المنظمة، وأن ولد اسويلم، الذي تم تعيينه سفيرا للمغرب بمدريد، تحدث إلى المسؤولين عن منظمة كينيدي مطولا عن الوضع الإنساني الحقيقي لسكان المخيمات، وعن الاتجاه الذي تأخذه المساعدات الإنسانية التي تصل إلى قيادة البوليساريو. ونقل المصدر عن ولد اسويلم قوله لمنظمة كينيدي: «حقوق الإنسان لا يجب أن تكون ذريعة للالتفاف على حقوقنا الإنسانية». وفسر مصدر «المساء» حضور ولد اسويلم، إلى جانب الوفد البرلماني والحقوقي الذي زار واشنطن، بكون المغرب يريد «إيصال رأي واحد بشكل موجز إلى الآخرين»، وأن الصحراويين المغاربة العائدين مؤخرا من مخيمات البوليساريو لهم رغبة في أن «يكونوا جزءا من حل القضية وليس جزءا من المشكل». وكشف المصدر ذاته أن ولد اسويلم، الذي يضبط الملف، ولاسيما أنه كان من كوادر الطرف الآخر ويحظى باحترام كبير من طرف القواعد بالبوليساريو، توجه إلى البعثات الدبلوماسية الممثلة في مجلس الأمن بالقول: «عندما يعود الصحراويون من مخيمات البوليساريو فهي ليست فقط عودة إلى أرض الوطن، بل هي عودة عن مواصلة السير في المشروع الآخر»، ونقل عن ولد اسويلم قوله: «المشروع لم يعد قائما عندما افتقد المبرر».