تفاصيل مثيرة نقلتها الندوة الصحفية التي عقدها مدير المكتب المركزي للتحقيقات القضائية صبيحة السبت 22 غشت في مقر المركز المعروف بالبسيج والتي حضرتها محتلف أجهزة الإعلام المغربية. تفاصيل نقلتها معظم هاته الوسائل هي وصور الأسلحة التي تم حجزها وبقية المعدات المتقدمة تكنولوجيا التي استعملتها عصابة طنجة للقيام بعملياتها. معدات تطرح السؤال حقيقة حول الإمكانيات المادية التي توفرت لهاته العصابة الدولية المسلحة، وتطرح أسذلة أخرى عديدة حول كيفية تمكن الأمن المغربي من فك ألغاز هاته العملية المعقدة كثيرا. أسذلة حملها موقع "أحداث.أنفو" إلى أكثر من مصدر مطلع لكي يشرح أكثر لقرائه ماخفي في هذه العملية المثيرة والكبرى والنوعية أولى الإجابات التي حصل عليها الموقع كانت خاصة بأجهزة التشويش (SCANNER DE BROUILLAGE) التي استعملتها العصابة حيث قال مصدر مطلع للموقع إن الأمر يتعلق بأجهزة حديثة للغاية تمكن أفراد العصابة من التشويش على الاتصالات الهاتفية القادمة من مختلف الفاعلين الهاتفيين المشتغلين في المغرب في المنطقة التي تشتغل بها العصابة والتي تمارس بها عملها الإجرامي. أجهزة تشويش على الهواتف تضاف إليها أجهزة التقاط للذبذبات "VHF" التي تستعمل في راديوهات الأجهزة الأمنية وفي أجهزة الاتصال الموجودة لدى شركات نقل الأموال، وهو مامكن العصابة من أن تتبع بشكل دقيق مختلف تحركات هاته العربات الناقلة للأموال، وتتفادى التتبع الأمني لها أثناء الإعداد للعملية. الأمر لايقف عند هذه الحدود بل يصل إلى استعمال العصابة لجهاز "ترانكر" أو "موشار" مكنها عبر لصق بطاقة ذكية صغيرة في أي هدف (سيارة أو عربة) من تتبع تحرك هاته العربة أينما ذهبت عن طريق هاتف نقال صغير، وعبر تقنية "الجيولوكاليزاسيون" أي تحديد المكان استطاعت العصابة أن تربح وقتا ثمينا مكنها من الإعداد لعمليتها التي فشلت في الختام بسبب يقظة أجهزة الأمن في المغرب. العصابة في مجال تزويد نفسها لم تقتصد على الإطلاق، واقتنت أيضا آلة كبرى "ترانسونوز" لقطع وتكسير الأبواب الفولاذية، وهي الآلة التي كان جاريا الإعداد لاستعمالها من أجل تكسير بوابة السيارة ناقلة الأموال التي تمت مهاجمتها يوم العملية، كما أن العصابة اعتمدت في اشتغالها على "الفيميجين" أو القنابل الدخانية أمام باب الوكالة البنكية التي هاجمت، حيث لم تستطع تسجيلات الكاميرات المثبتة في أبواب الوكالة من تسجيل أو تصوير أي شيء، لأن السياج الدخاني – والكلام دائما لمصدر موقع أحداث.أنفو – الذي أحدثته هاته القنابل الدخانية بين مسرح العمليات وباقي الجمهور كان كافيا لحجب الرؤية تماما عن الكاميرات. التحقيق ومثلما أعلن عن ذلك عبد الحق الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية أكد أيضا إيجابية الخر الباليستية، وهي عبارة ظلت غير واضحة في ذهن من حضروا الندوة الصحفية، ماجعل الموقع يطرح السؤال عن معناها ليأتي التأكيد بأنها تعني أن الرصاص الذي حجز قد استعمل في العملية الإجرامية ليوم 13 غشت في طنجة ما يؤكد بالعبارة التقنية "العلاقة بين السلاح المحجوز وبين الجريمة". السؤال /اللغز: كيف فك الأمن المغربي أسرار هاته العملية؟ في عملية مثل هاته ومع عصابة من هذا النوع اعتمدت آخر الأساليب التقنية في مجال الإجرام، كيف تمكن الأمن المغرب في ظرف قياسي يعد فعلا بالساعات من فك لغز هاته العصابة ولغز هذا السطو المسلح؟ عن هذا السؤال أتى الجواب واضحا لالبس فيه من خلال كلمة سحرية واحدة: القيادة الموحدة". كيف ذلك؟ طرحنا السؤال ليأتينا الجواب مفسرا وشارحا لها : الاشتغال على ملف عصابة السطو المسلح في طنجة تم من خلال التنسيق الكامل بين المكتب المركزي للتحقيقات القضائية وبين الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وبين ولاية أمن طنجة، حيث نزلت عناصر الأطراف الثلاثة إلى الميدان من أجل الاشتغال في هذه العملية، وذلك بشكل موحد من خلال مجموعات بحث مشتركة تحت قيادة موحدة على اعتبار أن الأمن الوطني ومديرية مراقبة التراب الوطني يتبعان معا للقيادة ذاتها أي لعبد اللطيف الحموشي، مامكن من توحيد كل الخطوات والتنسيق الكامل والتام بين مختلف أجهزة الأمن الداخلي المغربي للوصول إلى هاته الفعالية والنجاعة التي حدثت خلال حل لغز عملية السطو على مبلغ 250 مليون سنتيم في الدارالبيضاء وحدثت أيضا خلال عملية إلقاء القبض على نبيل البلاتي في مراكش وهو السارق الشهير لمتجر المجوهرات الأكبر في مدينة كان الفرنسية سنة 2013 والذي تم إلقاء القبض عليه في مدينة مراكش بتنسيق تام بين المكتب والفرقة وولاية الأمن بالمدينة الحمراء مصادر الموقع قالت إن المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف الحموشي قد أشرف شخصيا على العملية حيث تحول إلى مدينة طنجة رفقة طاقم من كبار مساعديه، وقام يومين قبل إيقاف الجناة بالإشراف بنفسه على وضع خطة انتشار مجموعات البحث الميداني، وعلى التنسيق المشترك بينها، وعلى متابعة العملية أولا بأول إلى حين انتهائها بإلقاء القبض على المتورطين فيها مايمكن اعتباره الوصفة الناجحة التي مكنت من فك لغز هاته العصابة في ظرف زمني قياسي ومكن مرة أخرى من ترسيخ القناعة التي تقول إن وحدة القيادة في الإدارتين واشتغال جهاز الأمن الداخلي المغربي بنفس التصور ونفس الوتيرة ونفس السرعة من شأنه أن يساهم في تصدي المغرب بنجاح سواء للعمليات المرتبطة بالإجرام الكبير أو للعمليات الإرهابية أو لغيرها من الأعمال التي تهدد أمن الناس العام في البلد