وأخيرا أفرج عن سر لائحة رئيس مجلس النواب رشيد الطالبي العلمي، ليست لائحة برلمانية ولا علاقة لها بذلك، بل لائحة حزبه بمدينة تطوان والتي يتزعم لائحتها. فبعد أن انتظر الكثيرون هاته اللائحة التي قال الطالبي بخصوصها في إحدى اجتماعاته انه بصدد إعدادها برفقة بعض المختصين في الحملات الإنتخابية. اللائحة التي خرجت من السرية إلى العلن، كانت جريدة الأحداث المغربية قد كشفت في وقت سابق تخمينات الأوائل فيها، خاصة منهما الحسيوتي والشرقاوي، الذين التحقا مجددا بخم الحمامة الذي غادراه منذ بضعة سنوات. حيث مكنهما الطالبي من الموقعين الثاني والثالث على التوالي، ليضع يده اليمنى مصطفى البكوري في الموقع الثالث، متبوعا بعبد السلام الدامون ثم سعيد الإدغيري.. المتصفح لهاته الأسماء سيرى فيها لائحة انتخابية بكل معان الكلمة، فالأسماء المذكورة كانت ولازالت قادرة على جمع أعداد مهمة من الأصوات، بل أن الإسمين الأولين بعد الطالبي، الحسيوتي والشرقاوي وحدهما قادران على الحصول على ضعف أضعاف ما يمكن للائحة حزبية كاملة تصل العتبة أن تحصل عليه، وبالتالي ضمان أعداد كبيرة من المقاعد والمستشارين الممكن الإعتماد عليهم في تشكيلة المكتب المقبل. وعلى رأس اللائحة النسائية بقي الطالبي وفيا للبرلمانية سميرة القاسمي، الناشطة الجمعوية المتميزة على مستويات مختلفة، والقادرة على أن تضيف للائحته مزيدا من الأصوات، كذلك بالنسبة للائحته الجهوية بزعامة النقيب السابق لهيئة المحامون بوبكر بورمضان، مما يوضح أن الطالبي يريد أن يقدم رسالة واضحة لخصومه وحلفائه، على أنه يضع لائحة "متوازنة" قادرة على المنافسة بقوة، لكن بدون تشنج، إنها لائحة مرنة جدا على ما يبدو. مقابل ذلك لا يظهر في لائحة الطالبي بعض زعماء الحزب في المعارضة، خلال التدبير الجماعي الأخير، وعلى رأسهم منسق مستشاري الحزب بالجماعة القادم من العدالة والتنمية محمد القريشي، وكذلك عبد الإله الصغير ناهيك عن بعض الأسماء المعروفة انتخابيا من قبيل عبد السلام السعدي، محمد دو ثروة.. مما يطرح تساؤلات حول أسباب عدم اعتماد هؤلاء، القادرين على جلب مزيد من الأصوات والمستشارين. بعض المحللين والمتتبعين اعتبروا لوائح الطالبي العلمي بالمنطقة، لوائح وسطية ربما لا يريد من خلالها السيطرة كليا على كل شيء، فلعله راعى التحالفات المفروضة وطنيا، وكذلك الإكراهات المحلية التي تجعله مجبرا على أن يقتسم التسيير مع بعض رفاق الأمس وأصدقاء اليوم. لكن مع ذلك لا يبدو أن الزعيم التجمعي سيكون سهل المنال، بل ستكون الحملة حامية الوطيس بهدف الحصول على أكبر عدد من المستشارين ليؤكد قوته وقدرته على الإستمرار سياسيا. مقابل الشجاعة الكبيرة التي حملتها لائحة الطالبي العلمي التي أعدها مع بعض مقربيه ولم يفرج عن تفاصيلها إلا عشية وضعها لدى السلطات المحلية، فإن بعض الأحزاب الأخرى بما فيها المسماة كبرى لازالت تتخبط في محاولة لجمع ممثلي لائحتها، خاصة وأن العدد المطلوب في كل لائحة يصل 59 بما فيهم اللائحة النسائية، مما قد يجعل بعض اللوائح تختفي وأخرى تسقط بسبب صعوبات ضبط كل المترشحين والإفلات من أي شائبة قد تؤثر على اللائحة وتسقطها. ومن بين المعنيين بهذا الشأن لائحة الإتحاد الإشتراكي، التي بعد جدال كبير تمكنت من اختيار وكيل لائحتها ووصيفه، هذا الأخير الذي قالت بعض المصادر أنه قد يرفض لكونه موظفا جماعيا لازال محسوبا على جماعة تطوان مما يجعله في حالة تنافي، رغم كونه قام بكل الإجراءات الضرورية لنقل منصبه المالي لبلدية مرتيل، لكن مع كل استحقاقات وبعد أن يعتقد أن الأمور تمت تسويتها يجدها غير ذلك، وهو ما لم يتأكد لحد الساعة، لكن يبدو أن الأمر سيكون صادما في حال تحقق ذلك صبيحة يومه الإثنين، موعد إيداع اللائحة. مصطفى العباسي