قدم ثمانية مستشارين جماعيين بتطوان، يوم أمس، استقالاتهم من حزب التجمع الوطني للأحرار احتجاجا على موقف رشيد الطالبي العلمي، الذي وصفوه ب«الجحود»، ونكرانه لدعمهم له خلال حملته الانتخابية الأخيرة، التي فاز فيها بمقعد واحد عن دائرة تطوان. وأعرب أحد المستشارين الجماعيين المستقيلين أنه لولا دعمهم القوي له في الحملة الانتخابية وإقناع المئات من الناخبين بالتصويت عليه لما حصل على خمسة آلاف صوت، بعدما فقد شعبيته بالكامل في مدينة تطوان. واستغرب هؤلاء المستقيلون موقف الطالبي العلمي بعد فوزه بالمقعد النيابي، مشيرين إلى أنه «فور الإعلان عن فوزه غادر تطوان متوجها إلى الرباط» حيث يقيم حاليا، فيما كشف آخر أن العلمي لم يدل بصوته في الانتخابات التشريعية الأخيرة بتطوان لكونه يقيم حاليا بالعاصمة المغربية. وتأتي استقالة المستشارين الثمانية بعدما نفد صبر هؤلاء المستشارين، حسب قولهم، من تجاهل العلمي لكوادر الحزب وعدم إيلائه أي اهتمام به، إذ لا يأتي إلى تطوان، حسبهم، إلا خلال كل استحقاق انتخابي ليعود مجددا إلى الرباط. ويتوفر المستشارون الجماعيون المذكورون، على حد قولهم، على كتلة انتخابية مهمة، مكنت الطالبي العلمي من الفوز، من أبرزها منطقة كويلما وخندق الزربوح وأحياء شعبية، فيما رفضوا الكشف عن الإطار السياسي الذي سينتمون إليه لاحقا. ولم تستبعد مصادرنا أن الأمر قد يتعلق بحزب العدالة والتنمية. ويعيش حزب التجمع الوطني للأحرار بتطوان تصدعا كبيرا بعد هزيمته في الانتخابات التشريعية، حيث كان يطمح إلى أن يحتل المرتبة الأولى من حيث عدد الأصوات في المدينة، قبل أن يفاجأ بالسيطرة الكاملة لحزب العدالة والتنمية على المدينة برمتها، إذ بلغ عدد الأصوات التي فاز بها حوالي 13 ألف صوت، محققا تفوقا كبيرا على لائحة الحمامة التي حصلت بصعوبة بالغة على ما يناهز 5 آلاف صوت.