اكدت مصادر عسكرية وقبلية ان تعزيزات عسكرية تتضمن عشرات الآليات العسكرية الحديثة ومئات الجنود اليمنيين عبرت ليل الاربعاء الخميس الحدود من السعودية الى اليمن لدعم العمليات ضد الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وفيما حطت اول طائرة مدنية منذ اربعة اشهر في مطار عدن، سجلت مواجهات دامية في مدينة تعز في جنوب غرب البلاد، وفي محافظة لحج الجنوبية، بين الحوثيين والقوات الموالية للرئيس اليمني المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي التي تواصل تقدمها في الجنوب. وقال مصدر عسكري يمني ان "اكثر من 100 مدرعة ومصفحة ودبابة وناقلة جند مع مئات الجنود عبرت خلال الليل الحدود عبر منفذ الوديعة قادمة من محافظة شرورة في السعودية الى اليمن". واضاف المصدر ان التعزيزات "توجهت الى مأرب (وسط) وشبوة (جنوب) لدعم المقاومة" التي تقاتل الحوثيين. وتتلقى القوات الموالية لهادي دعما جويا وبريا من قوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية. واكدت المصادر القبلية والعسكرية ان القوة التي عبرت الحدود مؤلفة من جنود يمنيين تدربوا على الارجح في السعودية، وهي بقيادة الضابط اليمني جحدل العولقي. وطردت القوات الموالية لهادي خلال الاسابيع الماضية الحوثيين وقوات صالح من مدينة عدن كبرى مدن الجنوب، ومن قاعدة العند الجوية الاستراتيجية الاكبر في البلاد في محافظة لحج الجنوبية. كما تقدمت القوات الموالية في محافظات تعز (جنوب غرب) وابين (جنوب) وباتت تسيطر على معظم محافظة لحج، وهي تقاتل باسلحة متطورة زودتها بها دول التحالف ومنها دبابات اميركية وفرنسية الصنع بحسب الخبير في الشؤون العسكرية رياض قهوجي. وسبق ان اعلنت مصادر عسكرية انه تم نشر المئات من الجنود من دول الخليج الاعضاء في التحالف العربي بقيادة السعودية الاثنين حول عدن لتأمين المدينة فيما ذكرت صحيفة الحياة ان معظم الجنود من الامارات.ز وميدانيا ايضا، اكدت مصادر عسكرية موالية لهادي انه تم فجر الخميس طرد الحوثيين وقوات صالح من معسكري لبوزة ووادي عطان في لحج فيما اسفرت هذه العمليات عن مقتل 23 مقاتلا من الحوثيين و19 من الموالين لهادي بحسب المسؤول في القطاع الصحي خضر لصور. وفي تعز، ثالث مدن البلاد، قتل 17 حوثيا شمال شرق المدينة ليل الاربعاء في اشتباكات مع القوات الموالية لهادي، وتم تدمير عدد من المركبات العسكرية التي كانت بحوزة الحوثيين بحسب مصادر عسكرية من "المقاومة الشعبية"، وهو الاسم الذي يطلق على مجمل الفصائل التي تقاتل الحوثيين والموالية لحكومة هادي. وفي محافظة ابين الواقعة شرق عدن، شن طيران التحالف عشرات الغارات الجوية ليل الاربعاء الخميس استهدفت خصوصا مقر اللواء 15 التابع لقوات صالح بين مدينتي زنجبار، عاصمة المحافظة، وشقرة على الساحل، بحسب مصادر محلية. واستهدفت الغارات مواقع الحوثيين في الكود ودوفس ومزارع المشور. واكدت مصادر محلية ان مقاتلي ميليشيات الحوثيين فروا من هذه المناطق الى مدينة شقرة والهضبة الوسطى ولودر في ابين. كما سجلت اشتباكات في محافظة مأرب الصحراوية في وسط البلاد. وفي الاثناء، حطت الخميس اول طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية في مطار عدن الدولي بعد حوالى اربعة اشهر من توقف الرحلات بسبب سيطرة المتمردين الحوثيين على المطار وتصاعد العنف في المدينة، بحسب ما افاد مسؤول ملاحي. وقال مدير مطار عدن طارق عبده لوكالة فرانس برس ان "طائرة مدنية تابعة للخطوط اليمنية تحمل خصوصا لاجئين يمنيين حطت في مطار عدن الدولي قادمة من جيبوتي". وكان مطار عدن اغلق وتعرض لاضرار بعد مواجهات عنيفة ادت الى سيطرة المتمردين الحوثيين عليه في اواخر مارس. وقال عبده ان "لمطار اصبح آمنا ويمكنه الآن استقبال الرحلات المدنية خاصة لعودة اللاجئين ونقل المساعدات الانسانية". الا ان المسؤول الملاحي اشار الى انه "لا يمكن حتى الان استقبال الرحلات التجارية لان مبنى المطار ما زال غير جاهز لذلك". استعادت حكومة هادي الموجود في الرياض، موطئ قدم لها في اليمن بعد طرد الحوثيين من عدن التي بات يتواجد فيها عدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين. وفي سياق متصل، اكد مدير الامن السياسي في مطار عدن احمد الدوبحي لوكالة فرانس برس ان طائرة تابعة للصليب الاحمر نقلت من مطار عدن سبعة اسرى من الحوثيين بينهم قياديون سلموا مقابل الافراج عن عشرين عنصرا من المقاومة كانوا محتجزين لدى المتمردين. وقال المسؤول انه "تم الافراج عن عناصر المقاومة في شبوة عبر الصليب الاحمر الذي اشرف على عملية تبادل الاسرى". وقد اكد الصليب الاحمر في بيان "تسهيل نقل سبعة سجناء من عدن الى صنعاء" مؤكدا ان ذلك تم بموجب دور المنظمة "كوسيط محايد" ومشاركتها في المفاوضات.