صباح دام عاشته الطريق السيار الرابطة بين الدارالبيضاء والرباط. فاجعة جديدة ل «حرب الطرق» التي تستمر في حصد المزيد من الأرواح من مستعمليها. صباح جديد أبى خلاله التهور في السياقة، وغياب شروط السلامة والوقاية، واحترام الأسبقية، وغياب الصيانة والاهتمام بوسائل النقل، إلا أن يطبع صباح أمس الاثنين بختم دموي أزهق روح شخصين، وأحدث خسائر مادية في وسيلتي النقل اللتين التقتا بدون موعد، فكان اللقاء برائحة الدم في صباح يوم عمه برد قارس. حادثة سير خطيرة، لكن كل من تابع أطوارها، أو قادته الظروف إلى الحضور بمكانها، حار في وصفها، أو تخيل مشاهد وقوعها، ليكتفي بالقول إنها «حادثة غريبة»، أزهقت روح شخصين بالطريق السيار بالدارالبيضاء، كان يمتطيان سيارة خاصة. تفاصيل الحادثة كما رواها مصدر أمني لجريدة «الأحداث المغربية»، انطلقت عندما كانت الساعة تشير إلى الخامسة صباحا من أول يوم في هذا الأسبوع، حينها زاغت حافلة لنقل الركاب تحمل اسم «جوهرة الرباط»، عن مسارها، بفعل تهور السائق الذي غادرت حافلته مسارها لتلج في المسار الموازي متجاوزة الحاجز الاسمنتي، وتصدم سيارة كانت تسير بنفس الطريق. صعدت الحافلة فوق سيارة ال «مرسيديس 190» الخضراء اللون، المرقمة تحت عدد «10/أ/20799». فكانت الكارثة التي أودت بحياة سائق السيارة ومرافقه. في الوقت الذي نجا فيه سائق الحافلة من موت محقق، بعدما أصيبت بأضرار بليغة. تهشمت خلال الحادثة مقدمة الحافلة والجزء الخلفي منها، وانفجرت إطارتها، وتكسر زجاج نوافذها، حتى غدت “خردة”. وكأنها لم تكن قبل دقائق من الحادثة وسيلة نقل لعشرات الركاب، تنقلهم بين مدن مختلفة. لكن قوة الاصطدام الذي جعل الحافلة تتجاوز الحاجز الذي يفرق بين وجهتي الطريق السيار وتحطم جزءا منه، وتسقط عمودا حديديا للكهرباء، يوضح بجلاء السرعة التي كانت تسير بها. وحسب المصدر نفسه فإن «السرعة وعدم احترام قانون السير» كانا السبب المباشر في وقوع هذه الحادثة المأوساوية التي تغيرت فيها معالم السيارة، بشكل أدى إلى “انكماشها” بفعل قوة الاصطدام، حيث انضغط سقفها ليقارب القاعدة، وتفجرت إطاراتها، وتغيرت ملامحها حتى بات كل من يشاهدها لا يتبين نوعها، إلا عبر الاقتراب منها، والإطلاع على شعار الدائرة ذات المثلثات الثلاثة. ولحسن الحظ، كما أضاف مصدر الجريدة، أن الحافلة التي كانت تمر على مقربة من قنطرة «2 مارس» لم تكن تقل ركابا، إذ كانت حصيلة الضحايا ستكون مرتفعة. وأصيب خلال الحادثة سائق الحافلة ومرافقه. في الوقت الذي فتح فيه تحقيق لمعرفة أسباب الحادثة، قبل تقديم المتسببين فيها إلى العدالة.