صباح حزين شهدته مدينة تمارة يوم أمس، بعد الحادث المأساوي الذي تعرضت له حافلة للنقل الحضري بالقرب من حديقة الحيوانات في حدود الساعة السابعة والنصف. الحادث، الذي أسفر عن مقتل راكب وإصابة 49 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة، وقع -حسب ما أكدته مصادر متطابقة- بعد أن طلب أحد الركاب من السائق التوقف، ورفض هذا الأخير الاستجابة لطلبه بسبب عدم وجود محطة مخصصة لذلك في الطريق التي تعرف حركة سير كثيفة في ساعات الصباح، الأمر الذي جعل الغضب يستبد بالراكب ويقترب من السائق ليطلب منه من جديد التوقف بطريقة هستيرية قبل أن يرتمي على مقود الحافلة، الأمر الذي جعل السائق يفقد السيطرة على المقوي لتخرج الحافلة عن مسارها وتصطدم بأشجار «الكاليبتوس» العملاقة الموجودة على حافة الطريق. مسؤول بشركة «ستاريو»، التي تتولى التدبير المفوض لقطاع النقل بولاية الرباط، أكد بدوره، في اتصال هاتفي أجرته معه «المساء»، أن الحادث نجم عن «تصرف طائش لأحد الركاب»، مبديا أسفه على ما وقع بالحافلة رقم 45 التي تربط بين مدينتي تمارةوالرباط. ومباشرة بعد وقوع الحادث، هرعت إلى عين المكان مجموعة من سيارات الإسعاف وسيارات الأمن والقوات المساعدة، حيث تم نقل المصابين إلى عدد من المستشفيات، من بينها مستشفى الاختصاصات المتعددة، بعد أن تبين أن جروح بعضهم خطيرة، فيما لفظ أحد الركاب أنفاسه على متن سيارة الإسعاف متأثرا بنزيف داخلي. ولجأت عناصر الأمن إلى تنظيم المرور بالطريق الضيقة التي توجد في حالة سيئة رغم أنها تعد شريانا رئيسيا يربط بين تمارةوالرباط، فيما تولت رافعة إزاحة الحافلة التي أصيبت بأضرار بليغة بفعل قوة الاصطدام الذي أدى إلى إصابة عشرات المواطنين الذين كانوا قد غادروا منازلهم في تلك الصبيحة في اتجاه مقرات عملهم أو لقضاء أغراضهم قبل أن يجدوا أنفسهم ضيوفا على أقسام المستعجلات.