أعاد كل من منصور قرطاح عامل إقليمالخميسات، والمندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير مصطفى الكثيري، وعبد الصمد عرشان رئيس الجماعة الترابية لمدينة تيفلت، بحضور والده محمود عرشان رئيس المجلس الوطني للمقاومة وجيش التحرير، الاعتبار لأسرة المقاومة بالمنطقة المجاهدة، من خلال الإشراف الفعلي على افتتاح فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير بمدينة تيفلت، وذلك بمناسبة حلول الذكرى 16 لعيد العرش. النواة الأولى من الفضاء المبرمج إنجازه، تضم مكتبة وقاعة للمطالعة وقاعة للعرض المتحفي للأدوات، والمعدات والأشياء التي تم استخدامها إبان فترة الكفاح الوطني، فضلا عن رواق خاص بسلاطين المملكة العلوية الشريفة، ورواق خاص بالذاكرة المحلية لأعلام وأحداث المقاومة والفداء، والحركة الوطنية والتحريرية لمدينة تيفلت ومنطقة زمور بشكل عام. المندوب السامي للمقاومة وجيش التحرير، أكد من جانبه، «أن هذه لحظة تاريخية برحاب بلدية تيفلت، التي أضحت تحتضن النواة الأولى من فضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة وجيش التحرير»، مشيرا إلى أن هذا الفضاء يأتي في المرتبة 63 من سلسلة الفضاءات المنجزة والمفتوحة على الصعيد الوطني، وذلك عملا بالتوجيهات الملكية الداعية إلى العناية بالذاكرة الوطنية وأمجاد الكفاح الوطني، مستطردا أن هذا الفضاء هو النواة الأولى لمشروع سيتم بناؤه في إطار اتفاقية الشراكة والتعاون المبرمة مع المجلس البلدي لمدينة تيفلت. وتابع المتحدث ذاته، «أن هذه النواة الأولى افتتحت بموجب اتفاقية بين المندوبية السامية والبرنامج الإقليمي للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، والمجلس البلدي لتيفلت وجمعية تيفلت للعمل الاجتماعي». ودعا مصطفى الكثيري الجمعيات المحلية للمشاركة في تنظيم وتنشيط هذا الفضاء الذي سيكون قبلة للشباب والناشئة من تلاميذ وطلبة ونشطاء العمل الجمعوي ورواد دور الشباب، ليجدوا ما هم في حاجة إليه من معرفة تاريخية، التي نريدها أن تتنمى لدى الأجيال الجديدة لمعرفة قيمة الرصيد التاريخي لبلدهم، من أعمال وتضحيات أسلافهم من أجل حرية واستقلال البلاد، بالتحام وثيق مع العرش العلوي. وعبر عن سعادته لأن افتتاح هذا الفضاء يأتي في غمرة احتفالات الشعب المغربي بالذكرى السادسة عشر لعيد العرش. مشيرا إلى «أن هذا الفضاء هو قيمة مضافة لهذه المدينة التي تعتبر مدينة النضال والالتزام والوفاء، والتي تنتمي لإقليمالخميسات المجاهد، ومنطقة زمور التي لها مكانة كبيرة وحمولة تاريخية ثقيلة في مسار بلادنا من أجل الحرية والاستقلال، والسيادة الوطنية والوحدة الترابية». من جهته، أثنى محمود عرشان باسم المنتخبين وساكنة مدينة تيفلت على جهود المندوب السامي للمقاومين وجيش التحرير، إلى جانب عامل إقليمالخميسات منصور قرطاح لإشرافهم على تدشين فضاء الذاكرة التاريخية لمدينة تيفلت، الذي يؤرخ لما قامت به الأجيال السابقة من تضحيات بهدف استقلال الوطن، والذي سيكون مثالا يحتذى به بالنسبة للأجيال الصاعدة، مذكرا أن قبائل زمور، زيان، وزعير التي يتشكل منها إقليمالخميسات، كانت من القبائل الوفية لمقدسات بلادها، خصوصا أن مدينة تيفلت في فترة الخمسينات كانت صغيرة في حجمها، وعدد سكانها كان محدودا، لكنها كانت كبيرة في نضالها ومقاومتها للمستعمر الغاشم. مضيفا أنه «شاءت الصدف أن يتزامن هذا الافتتاح مع غمرة احتفال الشعب المغربي بذكرى اعتلاء صاحب الجلالة عرش أسلافه المنعمين، معتبرا أن العرش يجسد كيان الأمة، ويبلور استقرارها وهو نبراس لكل ما يمكن أن تقوم به مكونات المجتمع، ليكون المغرب في مناعة تامة بالنسبة لخصومه كيفا كانوا وأينما كانوا». إدريس بنمسعود