المؤشر المحايد غلب على المؤشر الايجابي بالنسبة لكل الجرائد الوطنية مع نسبة قليلة للمؤشر السلبي، الشئ الذي عبر عن التمسك بالبعد المهني المحايد أكثر من التوجه نحو الانحيار الايجابي للمرأة. كان ذلك أهم الملاحظات التي تم التوصل إليها بعد12 يوما من المتابعة لوسائل الاعلام الوطنية ومدى مواكبتها وتغطيتها للترشيح النسائي من خلال الحملة الانتخابية الآخيرة اعتمادا على قياس المدة والمساحة وتحليل المواد الاعلامية وتدقيق محتوياتها لغة وصورة. هذا الرصد الذي قامت به الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب بدعم من المعهد الديمقراطي الوطني وصيغ في شكل تقرير سيتم ارساله إلى المجلس الأعلى السمعي البصري «الهاكا« وللاحزاب السياسية ومجموع الجرائد الوطنية ووسائل الاعلام الأخرى المختلفة وتم تقديمه أمس الأربعاء جاء في اطار الاجابة على سؤال مدى احترام الميثاق الوطني لتحسين صورة المرأة في وسائل التواصل والاعلام اعتبارا إلى الدور الأساسي لهذه الوسائل في تكوين وبناء وعي واتجاهات الرأي العام ومساعدته في تحديد اختيارته وتطوير سلوكه الانتخابي، اعتمد في تحليله على تدقيق محتويات وصور المواد الاعلامية موضوع الرصد من خلال استحضار كل اشكال تأطير هذه المواد والمعلومات أو البرامج والمقالات الاعلامية والصحفية المختلفة وتفكيكها من حيث الكلمات والتعابير وأبعاد الصور واطارها والرموز والمجسمات والملصقات والألوان والموسيقى. قراءة في المعطيات التي تم التوصل إليها في الرصد أفاد أن الصحافة المكتوبة باللغة العربية غلب عليها التشتت الواضح في الرؤية والمواقف انعكس في اختلاف نسبة المقالات المباشرة المرتبطة بالحملة الانتخابية أو المشاركة النسائية من جريدة إلى أخرى مع تسجيل تقدم طفيف ملحوظ في طريقة المعالجة التي أظهرت تحسن المؤشر الايجابي على المؤشر السلبي رغم استمرار ارتفاع نسبة المؤشر المخايد لدى جميع الجرائد اليومية باللغة العربية. في مايخص المقارنة بين الجرائد اليومية الحزبية والمستقلة وقف التقرير على الاهتمام القوي للجرائد المستقلة يضاهي أويفوق الجرائد الحزبية الشئ الذي قد يكون للاعلان دور بارز فيه ربما نتيجة لتوجه الأحزاب السياسية للاعلان في االجرائد المستقلة اما لاستهداف جمهور عريض من الناخبين أولكون الجرائد الحزبية لاتحظى بنفس المقروئية مثل الجرائد المستقلة. إلي جانب ماسبق من ملاحظات تم تسجيل أن بعدالمهنية كان في الانتخابات الأخيرة حاضرا بقوة بالنسبة للجرائد الأسبوعية باللغة العربية أكثر من الجرائد الحزبية أو المستقلة التي لم تكن فيها صورة واضحة عن نمط المعالجة وهو الأمر الذي يعود إلى موقع الجريدة الحزبية وأسلوبها الاعلامي من جهة وإلى موقع الجرائد الخاصة وموقعهاالاعلامي من جهة اخرى. بخصوص الصحافة المكتوبة باللغة الفرنسية اتضح من خلال التقرير اهتمام الجرائد باللغة الفرنسية بالحملة الانتخابية كان واضحا في تفوق المقالات المباشرة على المقالات غير المباشرة وان لم تكن المقالات ذات صبغة عددية، على أن الجرائد الحزبية باللغة الفرنسية التقت مع الجرائد الأسبوعية الخاصة باللغة العربية من حيث غلبة المؤشر المحايد على المؤشر الايجابي الشئ الذي يفسر بالتشبت القوي بالبعد المهني عوض اختيار الانحياز الايجابي لصالح المرأة.