قبيل آذان مغرب يوم أمس ارتدى رئيس المركز القضائي الجلباب والعمامة، ليتقمص دور مدمن باحث عن المخدرات، قصد منطقة بونعمان الجبلية، وكان على موعد مع المروج في وقت الفطور، هاتفه ليتزود بكمية زائدة، لم يثر الباحث عن "لكمايا" أي شكوك حوله، لأن الدرك الملكي بالنسبة للمروج لا يمكن أن يحل بالجبل في تلك اللحظة. فجأة تحول المدمن من باحث عن قطعة مخدر ليعالج بها مزاجه إلى دركي برتبة أجودان باحث عن هذا المروج الفار من أمن الدارالبيضاء باصفاده منذ ثلاث سنوات، انقض عليه وحاول أن ينفلت منه، فقام بتصفيده، ثم نادى على باقي العناصر، التي انتقلت إلى بيته لإخضاعه إلى تفتيش دقيق بتعليمات من النيابة العامة، وعتر المحققون على نصف كيلوغرام من الشيرا، فجرى نقله بعد انتهاء التفتيش إلى المركز القضائي بتزينت بينما كان أذان المغرب يملأ الآفاق. هناك تم الاستماع إليه في محضر رسمي قبل إحالته على وكيل الملك بابتدائية تيزنيت. كون المركز القضائي معلومات حول مصطفى الفار من العدالة بأصفاده، من مواليد 1982، عاش حياته في الدارالبيضاء حيث اعتقل في قضية أخرى ، وتمكن من مباغثة حراسه والفرار بأصفاده، فقدم إلى بلدته حيث قرر أن يعيش مكرها. ترصدت له عناصر شرطة الدارالبيضاء مرار بالمنطقة ولم تتمكن من وضع يدها عليه، وكادت قضيته أن تنسى، فتأقلم مع حياة البادية ببونعمان، وتحول إلى مروج المنطقة الأول، يزود مستهلكي المخدرات بحاجتهم. ومن المنتظر أن تأتي عناصر الشرطة من الدارالبيضاء إلى تيزنيت من أجل الاستماع إليه في القضية التي اعتقل من أجلها، يضاف إليها فراره بالأصفاد من قبضتهم.