ما كاد مغرب يوم الخميس يسمع آذانه، حتى صار الخبر مؤكدا، حيث تداول سكان حي جامع مزواق إمكانية التحاق أسرة بكاملها من حيهم بتنظيم الدولة "داعش". أسرة بسيطة بحيهم، يعرفونها وعاشروها لمدة غير قصيرة، التحقت ب"داعش" وتتواجد حاليا بإحدى مناطق نفوذها بين سوريا والعراق. مصادر جد مقربة أكدت لأحداث أنفو أن أسرة الأب الذي كان يشتغل بائعا في إحدى المحلات التجارية، والمكونة من الزوج والزوجة وأربعة أبناء، إضافة لصهر لازال في ريعان شبابه، أكدت انهم قد سافروا فعلا منذ بضعة أيام بطريقة سرية. بعض أفراد الأسرة هم من كشفوا ذلك، بحيث حاولوا الإتصال منذ مدة بالزوج، فيما أفراد أسرة الزوجة بدورهم حاولوا الإتصال بإبنتهم وإبنهم "الصهر"، ولم يجدوا أي رد يذكر مما دفعهم للشك وزيارة المنزل غير ما مرة، قبل أن تكون الصدمة بمكالمة هاتفية توصلوا بها منتهى يوم الخميس، أكدت فعلا تواجدهم حاليا بمنطقة نفوذ "داعش". صدمة كبيرة عاشها الجيران والأهل، وهم يسمعون خبر هجرة أسرة كاملة، لم يكونوا ليشكوا في تلك الهجرة، فرغم أن الأب كان ملتزما دينيا وملتح، لكن باقي أفراد الأسرة كانوا عاديين ولم يكن يبدو عليهم ملامح التطرف، بل إن الكثيرين يتساءلون كيف سافروا، وكيف تمكنوا من تحمل تكاليف السفر الغالية، فيما الجواب قد يكون واضحا، خاصة بالنظر لوضعية الأسرة، التي قال أحد معارفهم إنهم لا يتوفرون حتى على ثمن الحافلة للنزول لوسط المدينة، فكيف يسافرون حتى تركيا ومن ثم لداخل التراب السوري أو العراقي. الرحلة التي تمت خلال الأيام الأخيرة، والتي قد تكون المصالح الأمنية قد فتحت بخصوصها تحقيقا رسميا، بعد التأكد من سفر الأسرة المعنية كاملة، واضح أن وراءها شبكة استقطاب وترحيل مجاهدين وأسرهم، بحيث أن نظام تهجير الأسر يخضع لطريقة مختلفة عن نظام تهجير الأشخاص فرادى، بحيث أنها جزء من سياسة "التعمير" التي تنهجها قيادة "داعش"، بحيث لا تكتفي بالذكور من المقاتلين، بل بأسرهم أيضا وتجنيد الأطفال للقيام بعمليات خاصة. رحلة أسرة الأب الذي كان مجرد بائع مساعد في محل تجاري، كلفت أكثر من 20 مليون، وفق الحسابات المعروفة في مثل هاته الرحلات، بحيث أن رحلة كل ملتحق هي 5000 أورو، يضم نفقات إعداد السفر من المغرب، من تطوان للدار البيضاء، ثم لمطار محمد الخامس، فتركيا البلد المستقبل لجل الملتحقين بداعش، من هناك يقيمون بفندق في انتظار الدليل الذي سيساعدهم على العبور برا إلى المنطقة التي يريدونها. فكيف تم توفير مبلغ 20 مليون لتنقيل هاته الأسرة البسيطة جدا. مصطفى العباسي