حَوَّلَ سوء تقدير قائد قيادة كاف النسور، احتجاجا لساكنة "درب أمحروش" المطالبة بإيجاد حل لمشكل الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي، إلى حدث استثنائي أبان فيه العشرات من السكان، شيبا و شبابا، عن قدرة هائلة على التحمل و التحدي... فبعد وقفة احتجاجية نظمها و شارك فيها ، صباح الأربعاء الماضي، ما يزيد عن مائة شخص أمام مقر الجماعة القروية لكاف النسور، انقسم المحتجون إلى قسمين، نصفهم نساء دخلن في اعتصام داخل مقر الجماعة، فيما استقل ستين رجلا حافلة النقل شبه الحضري المتجهة لخنيفرة في مسعى لنقل مطلبهم لعامل الإقليم و إدارة المكتب الإقليمي للكهرباء و الماء الصالح للشرب، لكن القائد كان له رأي آخر، حيث قام باعتراض الحافلة لحظات بعد تحركها و منع سائقها من متابعة الرحلة في محاولة لمنع السكان الغاضبين من مغادرة المركز القروي، و هنا حدث ما لم يكن في الحسبان... حيث ترجَّل المحتجون من الناقلة، وبعد مشاورات لم تدم طويلا، قرروا الرد على القائد بالزحف نحو العمالة مشيا على الأقدام، غير آبهين بكونهم صائمين و لا بدرجة الحرارة التي جاوزت الاربعين، فانطلقت المسيرة حوالي الساعة الحادية عشرة في اتجاه مقر العمالة و عين المحتجين منصبة على تحقيق الهدف الذي خرجوا من أجله... و هكذا و تحت حرارة جهنمية، قطع الصائمون مسافة خمس و ثلاثين كيلومترا الفاصلة بين كاف النسور و مدينة خنيفرة في مدة زمنية جاوزت الخمس ساعات تميزت بحالتي إغماء في صفوف المشاركين في المسيرة لم تمنعهم من مواصلة الزحف تحت حراسة أعين قائد كاف النسور و عناصر من الدرك الملكي و القوات المساعدة الذين رافقوا المسيرة من لحظة انطلاقتها حتى وصولها عصرا إلى مقر العمالة، حيث وجدوا في انتظارهم مدير الشؤون الداخلية بالعمالة الذي استقبل وفدا عن المحتجين، و وعدهم بالانتهاء من أشغال إنجاز محول كهربائي ثان بدرب أمحروش في أجل أقصاه ثلاثة أشهر و بكلفة مالية قدرها 52 مليون تتحملها جماعة كاف النسور و المكتب الوطني للكهرباء و الماء الصالح للشرب.