«ثلاث سنين ونص وحنا واقفين فبلاصتنا. خادو لينا 7 ملايين تسبيق وقالو لينا ثلاث أشهر وتدخلو للسكن ديالكم. واليوم حنا مازال كنتسناو. اللهم إن هذا منكر»، الكلمات معبرة على لسان أحد المتضررين من مشروع جيهان السكني في مديونة، من الوقفة الاحتجاجية التي نفذها ضحايا هذه التجزئة السكنية الجديد صبيحة أمس الثلاثاء. وقفة جاءت «بعد أن وصل السيل الزبى ولم تعد هناك جدوى من الانتظار الطويل غير المبرر وغير المفهوم»، على حد تعبير مشارك آخر في الوقفة. الوقفة شهدت أزيد من 100 شخص ممن كانوا يعتبرون مستفيدين من هذا المشروع السكني، والذين يتوجسون خوفا اليوم من كون أحلامهم في السكن في مديونة قد تتبدد إلى إشعار آخر. بداية الحكاية تعود إلى أواخر سنة 2011، عندما حصل أحد المقاولين الشباب على ترخيص إقامة تجزئة سكنية في منطقة مديونة، غير بعيد عن محطة تصفية المياه العادمة، في إطار الفورة العقارية التي شهدتها المنطقة منذ تولي المجلس البلدي الحالي لمهامه بعيد انتخابات 2009 الجماعية. وبالتزامن مع الإقدام الكبير للمواطنين من مديونة أو خارجها، على امتلاك السكن في المنطقة، توصل المقاول بطلبات عديدة من راغبين في الاستفادة من الشقق التي سيوفرها المشروع. حدد ثمن سبعة ملايين سنتيم كتسبيق يتوجب دفعه، وعلى الفور تم تحصيل كل المبالغ المطلوبة حيث وصل عدد المستفيدين إلى 285 مستفيد بالتمام والكمال في ظرف أسابيع. حينها وعد المقاول الضحايا بأن أقصى مدة تفصلهم عن تسلم شققهم لن تتجاوز الثلاثة أشهر، في أقرب تقدير والستة في أبعده. غير أن ضحايا تجزئة جيهان في مديونة، سيكتشفون واقعا آخر أقرب إلى التسويف والتأجيل. في كل مرة كانوا يطالبون فيها بتسلم مفاتيح شققهم حسب وعود المقاول، كانوا يتلقون وعودا إضافية بمدد زمنية إضافية، بين شهر وثلاث أشهر، قبل موعد التسليم المقبل .. هكذا دواليك، دون أن ينتهي مسلسل التأجيل الطويل. غضب الضحايا عززه انتهاء أشغال البناء بتجزئة جيهان بشكل كامل (بما فيه أشغال التشطيب) قبل مدة طويلة، ولهذا فهم لا يرون سببا لهذا التأخر، اللهم إذا تعلق الأمر بخبايا أخرى قد لا يرون سبيلا لحلها. مصادر مقربة من الجماعة القروية المجاطية ولاد طالب، التي تحتضن ترابيا مشروع جيهان السكني، أشارت إلى أن أصل المشكل يعود لتعرض صاحب أرض مجاورة للمشروع مقيم بفرنسا، ضد التجزئة، طالب بمنع استخدام أرضه من أجل إيصال قنوات الصرف الصحي إلى غاية تواجده في عين المكان. غير أن الأخبار الواردة من مكاتب التهيئة الحضرية لولاية الدارالبيضاء الكبرى، أفادت بأن هذا التعرض في طريقه إلى الحل، وأنه من المنتظر التوصل إلي نهاية هذا المسلسل الطويل من الانتظار في أقرب الآجال. موضوع للمتابعة.