إغماءات ... ضرب وتنكيل... دموع واختناقات ... كسور ورضوض في صفوف 140 مشجعا مغربيا هذه حصيلة التدخل الأمني الهمجي للشرطة التونسية على جماهير الوداد البيضاوي أثناء، وبعد مباراة الوداد والترجي في النهائي الإفريقي. تحرشات غير مبررة توجها عنصرا أمن بتمزيق العلم المغربي الذي «نشره مشجع ودادي اعتدي عليه بالضرب إمعانا في إذلاله» كما صرح للأحداث المغربية عبر اتصال هاتفي من قلب ملعب رادس نفس المشجع. المشجع الودادي أكد للجريدة أن جماهير الترجي لم تعتد على الوداديين بل الأمن التونسي الذي شرع في مهاجمة الجمهور الودادي خلال الربع الأخير من الشوط الأول. وفي الوقت الذي كان المشجع الودادي يتحدث للأحداث المغربية، تناهت أصوات من داخل ملعب رادس « الصولدا مات ... الصولدا مات»، قبل أن يتم إسعافه على الفور بعد إطلاق قنبلة من غاز لاكريموجين على وجهه مباشرة. الصولدا لمن لا يعرفه، هو حامل طبل جماهير الوداد وأحد أقدم مشجعي الفريق الأحمر. «امشي يا ولد الزنا» بهذه العبارة الساقطة والمذلة خاطب الأمن التونسي الجماهير الودادية وهو يودعها ضربا بالهراوات ، يقول طارق مشجع ودادي عبر الهاتف في حدود الساعة التاسعة و 15 دقيقة من مساء أول أمس السبت للأحداث المغربية. طارق كشف عن خطة محكمة وعنيفة لحمل جماهير الوداد على مغادرة الملعب قام بها البوليس التونسي مباشرة بعد إطلاق صافرة نهاية اللقاء، حيث تم تطويق المنصة المخصصة لجمهور الوداد والتي كانت تضم 850 مواطنا مغربيا بينهم نساء وأطفال. وأمام إصرار جماهير الوداد على تحية العناصر الودادية، انخرط البوليس التونسي في حملة بشعة من الضرب، بحيث لم ينجو من الهراوات سوى أشخاص قلائل. البوليس التونسي لم يرحم حتى الأطفال، حيث أظهرت الصور والفيديوهات التي حصلت عليها «الأحداث المغربية» من عين المكان، عن إصابة طفل بجروح بليغة في الصدر والورك والأقدام. الغازات المسيلة للدموع استعملت أيضا في الهجوم على الوداديين. وبأية طريقة ؟ يحكي طارق كيف تم إجبار الوداديين على استقلال إحدى الحافلات قصد التوجه إلى المطار. غير أنه تم أمر السائق بالتوقف وإنزاله، ثم فتح باب الحافلة وقذفت فيه قنبلة مسيلة للدموع وأغلق مجددا. ولولا تدخل مشجعين وداديين فتحوا النوافذ، وبعض الكوات الموجودة في سقف الحافلة، لاختنق الجميع، يضيف طارق. الطاقم الصحفي المرافق للوداد لم ينج بدوره من البطش الأمني التونسي، حيث جرد أحد الزملاء من أدوات العمل التي تناهز قيمتها المادية 2 مليون سنتيم، وتعرض مبعوثو راديو مارس إلى تبعات الاختناقات الغازية. في نفس السياق، نقل بعض الوداديين ل«الأحداث المغربية» تفاصيل تجريدهم من ملابسهم وأحذيتهم الرياضية وجوازات سفرهم وهواتفهم المحمولة والعديد من ممتلكاتهم.