قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أمس الثلاثاء إن اطلاق جماعة شيعية عراقية مسلحة اسما رمزيا طائفيا على العملية الهادفة لاستعادة مدينة الرمادي السنية هو اختيار "لا يساعد" مضيفة أن الهجوم الشامل من وجهة النظر الأمريكية لم يبدأ بعد. وقال متحدث باسم جماعات الحشد الشعبي الشيعية المسلحة إن العملية الجديدة ستسمى "لبيك يا حسين" في إشارة إلى الحسين بن علي بن أبي طالب الامام الثالث لدى الشيعة. وأعلنت فصائل شيعية مسلحة يوم الثلاثاء أنها تولت قيادة الحملة الرامية لإخراج مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية من محافظة الأنبار في غرب العراق وأطلقت على العملية اسما طائفيا قد يثير غضب سكان المحافظة من السنة. ووصفت الولايات المتحدة اسم العملية بأنه "لا يساعد" بينما اتهمت فرنسا التي ستستضيف اجتماعا للدول التي تقاتل الدولة الاسلامية في الاسبوع القادم الحكومة التي يتزعمها الشيعة بالتقاعس عن تمثيل مصالح كل العراقيين. وتسعى الحكومة العراقية لاسترداد مدينة الرمادي التي سقطت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية فيما يعد أسوأ انتكاسة عسكرية تمنى بها منذ ما يقرب من عام. وقد تعهد رئيس الوزراء حيدر العبادي باسترداد الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الواقعة إلى الغرب من بغداد خلال أيام. وقالت مصادر شرطة ومقاتلون من عشائر سنية متحالفة مع الحكومة ان الفصائل الشيعية التي تدعمها كوادر أصغر من القوات الحكومية تقدمت يوم الثلاثاء الى مسافة كيلومترات من جامعة تقع على الاطراف الجنوبية الغربية من الرمادي. واثناء مرورها عبر الاراضي الزراعية بوادي نهر الفرات التي تقع إلى الجنوب من الرمادي طلبت الفصائل من الناس العودة الى منازلهم والبقاء بداخلها ولن يتعرضوا لأي أذى. وبعد سقوط مدينة الرمادي قبل أسبوع سقطت مدينة تدمر في سوريا فيما يمثل أكبر مكاسب يحققها تنظيم الدولة الإسلامية منذ بدأت الولايات المتحدة استهداف التنظيم بضربات جوية في العراقوسوريا العام الماضي. ويسيطر التنظيم على مساحات كبيرة من أراضي البلدين وقد أعلن قيام دولة الخلافة فيها. وقد أثار التقدم الذي أحرزه التنظيم الأسبوع الماضي على الجبهتين الشكوك في استراتيجية القصف الجوي الأمريكية لمواقع التنظيم وترك مهمة القتال البري للقوات المحلية في العراقوسوريا. وفي العراق دفع فشل القوات المسلحة في الاحتفاظ بالرمادي الحكومة لارسال الفصائل الشيعية المدعومة من إيران للمساعدة في استعادة المدينة. وتشعر واشنطن بالقلق من ان هذا يمكن ان يغضب السكان في المحافظة التي يغلب عليها السنة ويدفعهم للتحالف مع الدولة الاسلامية. وقال متحدث باسم قوات الفصائل الشيعية المعروفة باسم الحشد الشعبي إن اسم العملية الجديدة هو "لبيك يا حسين". وفي مؤتمر صحفي بثه التلفزيون الرسمي قال أحمد الأسدي الناطق الرسمي باسم مقاتلي الحشد الشعبي إن عملية "لبيك يا حسين" تقودها قوات الحشد الشعبي بالتنسيق مع القوات المسلحة هناك. وأضاف أنه يعتقد أن تحرير الرمادي لن يستغرق وقتا طويلا. وفي واشنطن قال المتحدث باسم البنتاجون الكولونيل ستيف وارين ان مفتاح النصر سيكون عراقا موحدا "ينأى بنفسه عن الانقسامات الطائفية والتكتل لمواجهة هذا التهديد المشترك". وعندما سئل بشأن الاسم الطائفي للعملية قال "أعتقد انه لا يساعد." وقالت فرنسا وهي عضو رائد في التحالف ضد الدولة الاسلامية انه قد لا يكون هناك حل عسكري بدون حل سياسي بين الفصائل العراقية. وقال وزير الخارجية لوران فابيوس لاعضاء البرلمان "ربطنا دعم التحالف بالالتزامات السياسية من جانب الحكومة العراقيةالجديدة .. ما نطلق عليه سياسة شاملة." وأضاف "هذا العقد هو ما برر مشاركتنا العسكرية وأقول بوضوح هنا انه من الافضل احترامه." ويهدف اجتماع باريس في الثاني من يونيو حزيران الذي من المقرر ان يحضره أكثر من 20 وزير خارجية بينهم وزير الخارجية الامريكي جون كيري الى اعداد استراتيجية تشمل كيفية وقف الخسائر في الاونة الاخيرة أمام الدولة الاسلامية. *خطر العزلة وجاء أداء مقاتلي الفصائل الشيعية أفضل في ميدان المعركة من الجيش العراقي نفسه لكن وجودهم ينطوي على مخاطر عزلة السكان السنة في المنطقة وخاصة اذا أكدوا الاهداف الطائفية. وقبل اسابيع بدا ان حكومة بغداد والفصائل المسلحة المتحالفة معها حققوا نجاحا ضد الدولة الاسلامية وأعادوا السيطرة على مدينة تكريت مسقط رأس الرئيس العراقي السابق صدام حسين في وادي نهر دجلة شمالي بغداد. لكن الانبار التي تقع الى الغرب من العاصمة في وادي الفرات وهو النهر الاخر في العراق ثبت انه أكثر صعوبة. وبقيت الفصائل الشيعية حتى الان خارج المنطقة حيث العشائر السنية معادية للاغراب منذ عدة أجيال. وقال الاسدي المتحدث باسم مقاتلي الحشد الشعبي ان الخطة كانت فتح طريق للقوات الموالية للحكومة للوصول الى الانبار عبر الصحراء من محافظة صلاح الدين بوادي دجلة. وعبرت الاممالمتحدة عن قلقها من ان المدنيين الذين يحاولون الفرار من الرمادي يجري ايقافهم عند نقاط تفتيش للشرطة واجبارهم على العودة الى منطقة القتال. وتأمل واشنطن في ان تتمكن الحكومة التي يتزعمها الشيعة من الفوز بتأييد مقاتلين من العشائر السنية وهو التكتيك الذي استخدمه مشاة البحرية الامريكية في الانبار لهزيمة تنظيم القاعدة أثناء المرحلة الدامية من الاحتلال الامريكي للعراق في الفترة من 2003 الى 2011. وأي زيادة في الغضب الطائفي سيكون لمصلحة الدولة الاسلامية التي تقدم نفسها على انها القوة الوحيدة القادرة على حماية السنة من العدوان الشيعي. ونجحت حكومة بغداد في اقناع بعض زعماء العشائر السنية بقبول مساعدة من المقاتلين الشيعة لكن انعدام الثقة كبير بعد سنوات من حرب طائفية ارتكبت فيها فظائع من الجانبين. واستبعد الرئيس الامريكي باراك اوباما ارسال قوات برية لقتال الدولة الاسلامية. وبدلا من ذلك شغلت ايران الفراغ وقدمت مساعدات وقيادة للفصائل الشيعية. وسخر قائد قوة القدس التابعة للحرس الثوري الايراني من واشنطن قائلا انها لم تفعل شيئا يذكر لمساعدة بغداد. وقال قاسم سليماني "أوباما لم يفعل شيئا يذكر حتى الان لمواجهة داعش. ألا يبين هذا انه لا توجد ارادة في امريكا لمواجهتها؟". وقال الجنرال الايراني الذي شوهد في الاسابيع الاخيرة في ميدان المعركة يساعد في قيادة الفصائل الشيعية العراقية "كيف تزعم أمريكا انها تحمي الحكومة العراقية بينما ترتكب على مسافة بضعة كيلومترات في الرمادي أعمال قتل وجرائم حرب وهم لا يفعلون أي شيء؟". وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا ان مقاتلي الدولة الاسلامية قتلوا أكثر من 200 شخص بينهم أطفال بعد الاستيلاء على مدينة تدمر الأثرية.