يعتزم الرئيس الامريكي باراك أوباما تسريع تسليح وتدريب عشائر سنية عراقية بينما تبحث واشنطن في سبيل دعم بغداد لشن عملية سريعة من اجل استعادة السيطرة على مدينة الرمادي التي سقطت بأيدي تنظيم الدولة الاسلامية. وترأس أوباما الثلاثاء اجتماعا لمجلس الامن القومي في البيت الابيض لبحث سبل المضي قدما بعد خسارة المدينة، مركز محافظة الانبار، والواقعة على مسافة 100 كلم غرب بغداد. وبعد اللقاء الذي شارك فيه مدير السي آي اي جون برينان ووزير الدفاع اشتون كارتر وأفراد من مجلس الامن القومي بالإضافة الى وزير الخارجية جون كيري عبر الهاتف، اشار مسؤولون الى استعداد اوباما لتعزيز الدعم للعشائر السنية في الانبار. وأعلن المتحدث باسم مجلس الامن القومي اليستر باسكي لوكالة فرانس برس «ندرس افضل السبل لدعم القوات البرية المحلية في محافظة الانبار... بما في ذلك تسريع وتيرة تدريب وتجهيز العشائر المحلية ودعم عملية بقيادة العراق لاستعادة الرمادي». وكان التنظيم الجهادي سيطر الاحد على الرمادي، مركز الانبار كبرى محافظاتالعراق، والتي تتشارك حدودا مع سوريا والاردن والسعودية. ويشكل سقوط مدينة الرمادي نكسة كبرى للاستراتيجية الاميركية ضد التنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة في سورياوالعراق، كما يثير تساؤلات حول قدرة القوات العراقية على التغلب على الجهاديين. وتعد سيطرة التنظيم على الرمادي ابرز تقدم له في العراق منذ هجومه الكاسح في شمال البلاد وغربها في يونيو 2014. وباتت المدينة ثاني مركز محافظة عراقية يسيطر عليها بعد الموصل (شمال) مركز محافظة نينوى، اولى المدن التي سقطت في وجه هجوم العام الماضي. وكان البيت الابيض اعتبر في وقت سابق ان سقوط الرمادي «انتكاسة» في الحرب ضد التنظيم، مقللا في الوقت نفسه من اهمية تقارير بان الولاياتالمتحدة التي تقود تحالفا دوليا ضد التنظيم، تخسر الحرب ضده. وتساءل المتحدث باسم البيت الابيض جوش ايرنست «هل سنصاب بالهلع كلما تعرضنا لانتكاسة في الحملة» العسكرية؟ ويتواجد في قواعد عسكرية عراقية في الانبار مئات المستشارين العسكريين الاميركيين الذين يقومون بتدريب عناصر القوات الامنية وابناء العشائر السنية على قتال الجهاديين. وكانت واشنطن تحض حكومة العبادي على دعم العشائر السنية المناهضة للتنظيم في الانبار، والتي واجهت التنظيم في الرمادي منذ مطلع 2014. الا ان الولاياتالمتحدة لا تقوم بتزويد العشائر مباشرة بالسلاح. ولم يتضح على الفور ما اذا كان تسريع وتيرة التدريب سيشمل ايضا زيادة في عدد المستشارين العسكريين الاميركيين. الا ان البيت الابيض اكد عدم وجود اي تعديل جوهري في السياسة الاميركية في العراق. وقال باسكي «ليس هناك اي مراجعة رسمية للسياسة»، مشيرا الى ان وتيرة المساعدة هي موضوع البحث، وليس نوعيتها. ومن المرجح ان يصدر اعلان مفصل الاربعاء. واستبعد اوباما مرارا ارسال اعداد من القوات الاميركية القتالية الى العراق، الا انه تعهد دعم الجيش العراقي وشن ضربات جوية على تنظيم الدولة الاسلامية. ودفع تقدم الجهاديين الحكومة العراقية الى طلب مشاركة الحشد الشعبي المؤلف بمعظمه من فصائل شيعية مدعومة من ايران، في معارك الانبار ذات الغالبية السنية. ويثير تنامي دور هذه الفصائل تحفظ واشنطن التي تقود منذ الصيف تحالفا دوليا يشن ضربات جوية ضد مناطق سيطرة التنظيم في العراقوسوريا. وسبق لبغداد ان اعربت عن قلقها حيال تزويد قوات البشمركة الكردية في شمال البلاد بالاسلحة بشكل مباشر، خشية منها ان يؤدي ذلك الى تعزيز الطموحات الاستقلالية لدى اقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي. إلا ان واشنطنوبغداد لم تعد امامهما خيارات كثيرة بعد تعرضهما لأسوأ انتكاسة منذ سيطرة الجهاديين على الموصل في شمال العراق العام الماضي. وتعد القوات العراقية بالتعاون مع الحشد الشعبي لشن عملية عسكرية سريعة الهدف منها استعادة الرمادي قبل ان يعزز التنظيم دفاعاته فيها عبر تفخيخ الطرق والمنازل وهو اسلوب لجا اليه مرارا في مناطق اخرى. واعتبر مايكل نايتس من معهد واشنطن للدراسات ان «الحكومة العراقية يجب ان تشن هجوما مضادا قبل ان يتسنى لتنظيم الدولة الاسلامية تعزيز سيطرته لاسباب رمزية ولقرب الرمادي من بغداد». ويسيطر التنظيم على مساحات واسعة من الانبار، ابرزها مدينة الفلوجة (60 كلم شمال بغداد) التي سقطت بيد الجهاديين منذ مطلع العام 2014. بقلم: اندرو بيتي(أ ف ب)