أعمال المخرج الفرنسي جاك أوديار هي مزيج من أفلام روايات لمؤلفين وروايات بوليسية. وبفيلمه الجديد عن اللاجئين "ديبان"، فاز أوديار (63 عاماً) بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي الدولي. ويروي فيلم ديبان حكاية مقاتل يدعى ديبان كان يحارب من أجل استقلال منطقة التاميل شمال سريلانكا. لكن الهزيمة تدفعه إلى الهرب باتجاه أوروبا في محاولة للحصول على لجوء سياسي في باريس، وأملأً في البدء بحياة جديدة. ديبان لا يصل باريس منفرداً وإنما مع امرأة وطفلة صغيرة لا يعرفهما، حيث يأملً في تسهيل عملية حصوله على اللجوء سياسي. في باريس تتنقل العائلة بين عدة مراكز مختلفة للاجئين السياسيين. ثم يعمل ديبان كبواب في عمارة باريسية ويأمل في تكوين عائلة حقيقية مع الزوجة والطفلة. إلا أن عنف حياة المدن يقف حائلاً دون تحقيق حلمه ويهيج جراح الحرب الأهلية، التي عاشها كمقاتل مع التاميل. ويعتبر أوديار بأفلامه "الكئيبة" والواقعية أحد أهم ممثلي السينما الفرنسية المعاصرة. وهذه هي السعفة الذهبية الثانية، التي يحصل عليها المخرج الفرنسي، بعد حصول فيلمه "النبي" على السعفة الذهبية عام 2009. ويتحدث هذا الفيلم، الذي يدور قسم كبير من أحداثه داخل السجون، عن حياة شاب مهاجر ويتيم من أصول مغربية، وكيف يتحول إلى مجرم. ولد أوديار عام 1952 في باريس ووالده هو كاتب السيناريو والمخرج المشهور ميشيل أوديار. درس الأدب والفلسفة وعمل مساعداً للمخرج العالمي المشهور رومان بولانسكي. كما حمل مهرجان كان السينمائي الدولي في دورته الثامنة والستين مفاجأة سارة للفيلم العربي بفوز فيلم "أمواج 95" للمخرج اللبناني إيلي داغر بجائزة السعفة الذهبية في فئة الأفلام القصيرة. ويتحدث هذا الفيلم عن بيروت من خلال شخصية عمر، الذي يتجول بين أزقتها. وكانت الجائزة الثانية من نصيب فيلم (سول فيا- ابن سول). بينما حصل فيلم (ذا لوبستر) للمخرج اليوناني يورجوس لانثيوموس على المركز الثالث. وحصل المخرج التايواني هو هسياو هسيين على جائزة أفضل مخرج عن فيلم (ني ينيانج-القاتل المأجور). كما حصل الفرنسي فينسانت ليندون على جائزة أفضل ممثل عن الفيلم الفرنسي (لا لوا دو مارشيه- مقياس رجل) للمخرج ستيفان بريزيه. وذهبت جائزة أفضل ممثلة مناصفة بين الأمريكية روني مارا عن دورها في فيلم كارول للمخرج تود هاين، والفرنسية إيمانويل بيركو عن فيلم (موا روا- مليكي) للمخرج الفرنسي مايوين بيسكو. وحصل على جائزة أفضل سيناريو المكسيكي مايكل فرانكو عن فيلم "كرونيك". وذهبت السعفة الذهبية الفخرية: المخرجة الفرنسية أجنيس فاردا. أما الكاميرا الذهبية لأفضل فيلم يعرض لأول مرة، فكانت من نصيب فيلم "لا تييرا ي لا سومبرا" (الأرض و الظل) للمخرج الكولومبي سيزار أسيبيدو.