أسدل الستار مساء أمس الأحد على فعاليات الدورة ال18 لمهرجان "كناوة.. موسيقى العالم" بمدينة الصويرة المغربية ، أحد أشهر أصناف الموسيقى الروحية الإفريقية، على نغمات آلة "الكنبري" الشجية للمعلم الكناوي الشهير "محمود كينيا" وعزف ألحان الجاز البارع للموسيقي الجزائري "كريم زياد"، وسط حضور جماهيري غفير. واستضافت مدينة الصويرة على مدى أربعة أيام فرقا موسيقية متنوعة، من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وأخرى قادمة من الولاياتالمتحدةالأمريكية والهند وفرنسا وبلدان أمريكا اللاتنية، في لقاء فني فريد، امتزجت خلاله موسيقى كناوة الإفريقية بشتى الأصناف الموسيقية العالمية. وأتحف "المعلم محمود غينيا" الذي يعد من بين أشهر رواد موسيقى كناوة في العالم، وأحد مؤسسي فرقها الأكثر شهرة، جمهور المهرجان، فيما تعود جذور هذا الفنان إلى أصول إفريقية عريقة، كان مصدر إلهام وإبداع له. وعزف الموسيقي كريم زياد (مدير برمجة مهرجان كناوة.. موسيقى العالم) مقاطع موسيقية مستوحاة من السجل الفني الغربي، ممزوجة بإيقاعات الجاز الأمريكي، حيث عزف إلى جانب فرق موسيقى كناوة الشعبية مقاطع موسيقية اقترنت فيها الإيقاعات الغربية بموسيقى كناوة التقليدية الشعبية، وتجاورت خلالها إيقاعات البيانو مع أصوات "الكنبري" و"القراقب" والطبول والأهازيج الشعبية الإفريقية. وتعد موسيقى كناوة صنفا من الموسيقى الدينية الروحية، اشتهر بها الزنوج المغاربة الذين استقدموا ألحانها وآلات العزف عليها، ومن بينها "الهجهوج" و"القراقب" (آلتان موسيقيتان مغربيتان)، من الموروث الشعبي الأفريقي، وكثير من إيقاعاتها تشبه موسيقى القبائل الأفريقية في مناطق جنوب الصحراء، لكنها تؤدى بكلمات عربية تدور أغلبها حول تيمات روحية ودينية. ولعقود، عاشت موسيقى "كناوة" الصوفية كلحن مغمور في أزقة مدينة الصويرة ودروبها العتيقة، وبعد سنوات، جعل منها المهرجان الذي تحتضنه المدينة، موسيقى عالمية، تنافس موسيقى الجاز، وتصنف في خانة الإيقاعات الروحية لشعوب العالم. وعرفت مدينة الصويرة بالتعايش بين المسلمين واليهود على مدى قرون، أنتج تراثا حضاريا ومعماريا يميز المدينة الساحلية. ويشكل المهرجان، حسب المنظمين، تجربة موسيقية فريدة، حيث يعمل على الدمج بين صنوف موسيقية متنوعة، يمتزج فيها فن الجاز والسول بموسيقى كناوة التقليدية، وتتناغم آلات الكنبري والطبول بالقيثارة والساكسفون.