أحيا "حميد القصري"، أحد أشهر معلمي فرق موسيقى كناوة، و"همايون خان" أحد أكبر مطربي الموسيقى الكلاسيكية الهندية، أولى العروض الموسيقية، لفعاليات الدورة ال18 لمهرجان "كناوة.. موسيقى العالم" والمقامة حتى 17 ماي الجاري في مدينة الصويرة، جنوبي المغرب. وأدى الموسيقيان وصلات فنية، مزجت بين فن "كناوة" الأفريقي بأهازيجه الصوفية، وإيقاعات موسيقى الراغا الهندية التقليدية، في لقاء متميز، بين رافدين موسيقيين عريقين، يؤرخان لإحدى أقدم حضارات العالم، وأكثرها ثراءً. ويعد الفنان " همايون خان" الأفغاني الأصل، أحد أكبر مطربي الموسيقى الكلاسيكية الهنية، حيث تكونت موهبته على يد أكبر رواد الموسيقى الهندية "فاتح علي خان"، واكتسب بفضل أسلوبه الموسيقي الفريد الذي يجمع بين الشعر الفارسي وموسيقى "الراغا الهندية" الكلاسيكية شهرة دولية واسعة، إلى جانب إتقانه لآلتي "الأرغن" و"السيتار". فيما يشتهر المعلم "حميد القصري" بصوته الشجي الذي يتقن أداء أهازيج موسيقى كناوة، ويسهم في الحفاظ على هذا الموروث الإفريقي، حيث بدأ هذا الفنان تمرسه على أداء موسيقى كناوة في سن مبكرة، واستطاع أن يمزج هذا الفن بأشهر أنواع الموسيقى العالمية، ويشارك فنانين عالميين منصات العرض. ومن المرتقب أن تستضيف الدورة الثامنة عشر لمهرجان "كناوة ...موسيقى العالم" التي احتضنتها مدينة الصويرة بين 14 و17 ماي الجاري، عددا من فناني أفريقيا، حيث سيؤدي هؤلاء الموسيقيون عروضا فنيا مستوحاة من ثرات هذه القارة، الذي تعود إليه جذور موسيقى كناوة الممتدة إلى زمن إفريقيا أسطوري وفلكلوري. ويعتبر مهرجان "الصويرة كناوة وموسيقى العالم" أحد أبرز المهرجانات الفنية والثقافية التي تقام في المغرب في فصل الصيف. وتعد موسيقى كناوة، صنفا من الموسيقى الدينية الروحية، اشتهر بها الزنوج المغاربة الذين استقدموا ألحانها وآلات العزف عليها ومن بينها "الهجهوج" و"القراقب" (آلتان موسيقيتان مغربيتان) من الموروث الشعبي الأفريقي، وكثير من إيقاعاتها تشبه موسيقى القبائل الأفريقية في مناطق جنوب الصحراء، لكنها تؤدى بكلمات عربية تدور أغلبها حول تيمات روحية ودينية. ولعقود، عاشت موسيقى "كناوة" الصوفية كلحن مغمور في أزقة مدينة الصويرة ودروبها العتيقة، وبعد سنوات، جعل منها المهرجان الذي تحتضنه مدينة الصويرة، موسيقى عالمية، تنافس موسيقى الجاز، وتصنف في خانة الإيقاعات الروحية لشعوب العالم.