بعد ثلاث أسابيع من التحضير لها كان موعد تقديم أحزاب الكثلة الديمقراطية لأرضيتها البرنامجية المشتركة قد حل صبيحة أمس الأربعاء. قياديو الأحزاب الثلاثة حضروا للمقر المركزي لحزب الاتحاد الاشتراكي. وفي جعتبهم الدفاع عن المكون الذي جمعهم منذ 22 سنة في اطار الكثلة الديمقراطية بل وبعث رسائل كافية لمن اسماهم عباس الفاسي المشككين في حياة الكثلة بأنها “حية ولازالت قادرة على المبادرة”. عباس الفاسي يدافع عن الكثلة ويبعث رسالة للتحالف الثمانية: دافع عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال ورئيس الحكومة عن ما اسماه الارث التاريخي المتراكم من سنة 1992 لاحزاب الكثلة مذكرا في نفس الحين بالمواثيق التي انجزتها الاحزاب الثلاثة مجتمعة خلال ال 22 سنة الماضية. في نفس الوقت قال عباس الفاسي ان الكثلة كانت محور الحكومات الثلاثة الماضية. وفي ما يشبه تحميل المسؤولية لطرف آخر قال الأمين العام لحزب الاستقلال إن الاختلالات التي شابت حصيلة الحكومة التي يقودها كان مردها لارتباك الاغلبية وفي هذه الحالة ايضا اكد عباس الفاسي ان الامر يرجع لمن يملك قراره بين يديه من الاحزاب السياسية وبين من لا يملك ذلك. خلاصة القول يضيف عباس ان استقلالية او عدم استقلالية الاحزاب هي ما ادى في النهاية الى ان يلتحق الاشتراكي بعد نضال دام 30 سنة بالرأسمالي على حين غفلة. لم يكن الامين العام لحزب الاستقلال هو الوحيد الذي بعث رسائل مشفرة للتحالف الثمانية نبيل بنعبد الله الامين العام لحزب التقدم والاشتراكية أضاف أن الكثلة تبحث عن ان تكون محور الحياة السياسية في المغرب ولكن لن يكون ذلك بأي ثمن. أرضية بعيدة عن البرنامج الانتخابي واقرب الى برنامج حكومي: بعيدا عن تكون برنامجا انتخابيا محدد المعالم جاءت الارضية البرنامجية المشتركة بين الاحزاب الثلاثة المشكلة للكثلة الديمقراطية في بنود عامة عنونت “بتعاقد جديد للمستقبل”. في سبعة محاور جاءت الأرضية المشتركة لاحزاب الكثلة استوحي اكثرها من مضامين الدستور الجديد. تتطلع احزاب الكثلة بحسب الارضية المشتركة الى العمل على جعل الدستور الجديد واقعا ملموسا يشعر فيه المواطن بكونه فاعلا أساسيا ومستفيدا من مسار الاصلاح والتغيير. في شق ثاني تهدف احزاب الكثلة الى توفير الضمانات والشروط والاليات والتدابير لتطبيق روح ومنطوق الدستور الجديد. في الشق الاجتماعي ارتأت الارضية المشتركة ان يتم تأسيس ميثاق اجتماعي جديد يستوعب التحولات والحاجيات والانتظارات من قبيل تثمين العنصر البشري ومحاربة الامية في افق القضاء عليها في امد معقول وضمان الولوج المنصف إلى الخدمات الضرورية من تعليم وصحة وسكن لائق. ثم تقوية التماسك والتضامن الاجتماعي من خلال تسريع اصلاح وتيرة تعميم التغطية الصحية واصلاح انظمة التقاعد والاستمرار في الاهتمام بالعالم القروي واعتماد الاستهداف في السياسات الاجتماعية اتجاه الفئات المعوزة والمناطق النائية وصعبة الولوج والمهمشة خاصة المناطق الجبيلة والواحات. في في نفس الوقت دعت وثيقة الارضية الى اصلاح نظام المقاصة في اتجاه الحفاظ على القدرة الشرائية للطبقات الفقيرة والمتوسطة والوسطى ومحاربة ما اسمته الوثيقة بالتوريث الجيلي للفقر وتحقيق أهداف الالفية ذات العلاقة بالتمدرس والصحة. ورغم أن قيادات أحزاب الكثلة أكدوا غير ما مرة في كلماتهم الافتتاحية، على أن الأرضية المشتركة بينهم ليست برنامجا حكوميا. فإن فقرات نفس الوثيقة أكدت حرص أحزاب الكثلة على اعتماد سياسة إرادية لاستكمال الانتقال نحو نموذج تنموي اقتصادي واجتماعي جديد يتسم بالوضوح والتجانس والتكاملية. ووفقا لذلك فاحزاب الكثلة اعادت تأكيدها على أنها ستسعى إلى تحقيق التوازنات المالية والماكرو- اقتصادية الكفيلة بضمان الاستقرار الاجتماعي ومواصلة سياسات التنمية البشرية المستدامة. مهمة ثانية قالت الارضية ان احزاب الكثلة ستحرص عليها وهي جعل النمو في خدمة التشغيل سواء في القطاع العمومي أو القطاع الخاص، ورافعة لقدرة الاقتصاد الوطني على خلق فرص الشغل، من خلال: وضع استراتيجية وطنية تعيد ترتيب الأولويات، وتهدف إلى التنسيق والتجانس بين السياسات القطاعية المعتمدة، ثم توفير الموارد البشرية الكافية، من الأطر والكفاءات، لإنجاز الإصلاحات الهيكلية (التعليم- الصحة-القضاء). مع مواصلة تعبئة الاستثمار العمومي وفق السياسات العمومية المعتمدة لتسريع وتيرة الأوراش الكبرى،وأخيرا تشجيع خلق فرص الشغل بالقطاع الخاص عبر دعم المقاولات الصغرى والمتوسطة، وتشجيع إحداث المقاولات الصغيرة جدا لاستيعاب وتطوير القطاع. الجيلالي بنحليمة.