شهر ماي بطعم الصداقة المغربية الاسبانية. هذا ما أعلنه معهد ثيربانتيس بالمغرب، حيث قدم منسقه خابيير غالبان، في ندوة صحافية عقدها صباح أمس الإثنين 4 ماي 2015، لمحة عن برمجة ذات صبغة ثقافية، ستعيشها المراكز ال6 للمعهد الموزعة على تراب المغرب على مدى شهر ماي، وتحمل شعار : الاعتراف المتبادل والتعاون. وذلك، في احتفال بمرور ما يناهز 250 سنة على أول معاهدة للسلام تتعلق بالصداقة والتجارة، وقعها المغرب واسبانيا في 28 ماي 1757. واعتبر مدير معهد ثيربانتيس بالرباط والمنسق العام للمراكز التابعة للمعهد، خابيير غالبان، التظاهرة «ذات أهمية قصوى للتقريب بين ثقافتي البلدين، الذين تجمعهما علاقة صداقة وليس فقط علاقة جوار». وأوضح المسؤول الثقافي في سياق حديثه لموقع "أحداث أنفو" و جريدة "الأحداث المغربية" أن التظاهرة، هي بمثابة « نسخة تجريبية، ستليها في المستقبل نسخ أخرى أكثر توسعا وأكبر من حيث طبيعة البرمجة وتنوعها وغناها لعكس القواسم المشتركة، التي تسم الحضارتين والثقافتين المغربية الاسبانية على مستويات مختلفة». وذكر في هذا الصدد أن السفارة الاسبانية بالمغرب تدرس مقترح المعهد بشأن توسيع الاحتفالية وجعلها تليق بالمناسبة، التي هي مرور 250 سنة على معاهدة الصداقة المغربية الاسبانية، وستقوم بعرضه على الحكومة المغربية بغاية التعاون لإنجاح هذا المشروع، الذي وصفه ب«الهام والأساسي في تعميق التعارف بين البلدين وكذلك الانفتاح والتعاون وخاصة على المستوى الثقافي»، وأكد على أن الثقافة يمكنها أن « تكون فعالة في تجاوز الجهل المتبادل وأيضا سوء الفهم الحاصل على مستويات عدة لبعضنا البعض، كاسبان ومغاربة، ولمحو كافة الصور النمطية المترسبة عندنا والتي تحول دوننا والتعرف عن قرب وعن حقيقة الشعبين في البلدين». وبشأن البرمجة الخاصة بالتظاهرة، والتي تتوزع على مجالات السينما والعروض الفنية والندوات والحفلات الموسيقية والرقص، فاعتبر خابيير غالفان أن قوتها أو نقطة تميزها أنها «تراعي الإسهام المغربي فيها، طالما أنها حرصت على حضور مواهب مغربية وإنتاجات مغربية تتحدث عن اسبانيا.. فإذن هناك رؤية مغربية لاسبانيا حاضرة في مجموعة من الأنشطة المبرمجة. وهذا تحديدا ما نتغياه من التظاهرة، التي لابد من أن تعكس رؤى متقاطعة حول المغرب واسبانيا.. لذلك، لم نسع لإحضار فنانين نجوم اسبان كبار ومعروفين إلى المغرب، لأن الغاية الأساسية من التظاهرة هي تسليط الضوء على الإبداعات التشاركية والعاكسة للرؤى المتقاطعة. إذ هناك مشاريع ثقافية تم تحضيرها خصيصا للمغرب من الناحية الاسبانية، وبالمقابل هناك إبداعات مغربية تقدم رؤية عن اسبانيا من منظور المغاربة ». وتتضمن البرمجة الخاصة بشهر الصداقة المغربية الاسبانية، عقد ندوة تحمل عنوان «الاحتفال بأول معاهدة للصداقة والتجارة بين المملكتين المغربية والاسبانية، تم توقيعها في 28 ماي 1757»، والتي ستحتضنها الرباط يوم 28ماي الجاري، وأخرى تحت عنوان «التعاون القضائي بين اسبانيا والمغرب» تحتضنها طنجة في 22 ماي الجاري، و تنظيم معرض تشكيلي لمجموعة "البركة"، التي تتكون من فنانين تشكيليين من المغرب واسبانيا، وتقديم مشاريع نشر، رأت النور بفضل تعاون مؤسسات رفيعة المستوى تتمثل في المجلس العام للسلطة القضائية باسبانيا والمحكمة العليا بالمغرب، وحفلات فنية من قبيل الحفل الذي ستحييه مغنية الفلامينكو ماريا ديلمار، وندوات من بينها تلك التي سياحضر فيها اللساني فيرنانديث وألبيرتو غوميث فونت.
وفي ما يتعلق بالسينما،والتي تحمل برمجتها شعار «سينما الصداقة»، فإن معهد ثيربانتيس، الذي يقدم نفسه فضاء لعرض مشاريع مشتركة بين البلدين تم إنجازها من قبل سينمائيين إسبان ومغاربة، سيعرض أفلام :«العودة إلى حنصلة» للمخرجة تشوس غوتييريث، و«وداعا كارمن» الفيلم المغربي البلجيكي لمحمد أمين البعمراوي، و«الحياة البئيسة لخوانيتا ناربوني» الفيلم المغربي الاسباني، للمخرجة المغربية فريدة بليزيد اقتباسا عن رواية للكاتب الإسباني الطنجاوي أنخيل باثكيث مولينا، وأخيرا فيلم «بيرناردا ألبا في فلسطين»، الاسباني الفلسطيني، للمخرجة كريستينا أندرو.