قال المدير الجديد لمعهد ثيربانتيس بالرباط، خافيير كالفان كويخو، إن المؤسسة تأمل أن يكون المغرب شريكا استراتيجيا وجسرا للثقافة الاسبانية في افريقيا جنوب الصحراء. وأبرز خافيير كالفان، اليوم الأربعاء، بمناسبة تقديمه للصحافة، أن معهد ثيربانتيس سيتولى انطلاقا من الرباط تنسيق مخطط المؤسسة الخاص بإشاعة اللغة والثقافة الاسبانيتين في القارة الافريقية. وهو مخطط يروم توطيد وتحسين وضعية الاسبانية داخل الجماعات الناطقة بهذه اللغة في مناطق تعرف نوعا من التراجع على هذا الصعيد، علما أن عدد الناطقين بالاسبانية في إفريقيا جنوب الصحراء يناهز مليون شخص.
ومن جهة أخرى، أعلن المدير الجديد أن معهد ثيربانتيس- الرباط بات مكلفا بتنسيق برامج المراكز الستة للمعهد بالمغرب (طنجة وتطوان وفاس والرباط والدار البيضاء ومراكش) فضلا عن وحداته السبع في شفشاون والعرائش والحسيمة والناظور وأكادير والصويرة ومكناس. وهو مشروع رائد للعقلنة والحكامة سيتم تطبيقه في بلدان أخرى لاحقا.
وفي سياق توسيع إشعاع المعهد بالمملكة، أشار الى أن المؤسسة تدرس مشروعا لفتح وحدة لتطوير البرامج المتعلقة بتعليم اللغة الاسبانية في مدينة العيون.
وبعد أن ذكر بأن المغرب يحتضن أقوى حضور للمعهد، يفسره القرب الجغرافي والتاريخي، شدد خافيير كالفان على أهمية الاستثمار في الثقافة كعامل للوحدة وتعزيز الروابط بين البلدين مبرزا دور المعهد في تمتين المعرفة المتبادلة بين الشعبين المغربي والاسباني.
ولدى تحديده لمحاور العمل الاستراتيجية للمعهد، تحدث مدير ثيربانتيس عن تطلع اسبانيا لأن تكون فاعلا حيويا في شبكة ثلاثية الأطراف تجمع أوروبا وأمريكا اللاتينية والعالم العربي والمتوسطي، من خلال تثمين التراث والثقافة والذاكرة المشتركة. ويعتزم المعهد تنشيط هذا الدور من خلال التعاون مع الشبكة الأوروبية للمراكز الثقافية في الخارج، التي تعمل على تطوير التبادل الثقافي مع سفارات بلدان أمريكا اللاتينية والعالم العربي.
واستعرض كالفان في هذا السياق جملة من الفعاليات المبرمجة في غضون الفترة المقبلة ومن بينها لقاء الصداقة الاسبانية المغربية ابتداء من عام 2015 (في أفق 2017)، والذي يندرج في إطار تخليد ذكرى 250 عاما من ابرام معاهدة الصداقة والتجارة بين المغرب واسبانيا عام 1767. كما تشمل قائمة الأنشطة المستقبلية إحياء "ليالي رمضان" بأمسيات ثقافية وفنية خلال هذا الشهر وتنظيم لقاء لأساتذة الاسبانية في المغرب العربي وتخليد المائوية الرابعة لوفاة الكاتب الاسباني ميغيل دي ثيربانتيس.
يذكر أن المدير الجديد لثيربانتيس (من مواليد 1956 بمدريد) مهندس معماري، خريج المدرسة التقنية العليا للهندسة المعمارية بالعاصمة الاسبانية. ألف زهاء ثلاثين كتابا وساهم في العديد من الأبحاث التي تناولت التراث المعماري والحضري والثقافة واللغة الاسبانية. شغل منصب مدير لمعهد ثيربانتيس بمانيلا (بين 2001 و 2006) وبوهران (من 2008 الى 2012).