أبرز المشاركون في ندوة حول موضوع "الهجرة .. التعايش المشترك"، نظمت الجمعة بفرانكفورت، بعض أشكال هجرة المغاربة إلى ألمانيا وتحديات الاندماج والتعايش، كشروط ضرورية لكل مهاجر في بلد الاستقبال. وهكذا، ركز رئيس الجمعية المغربية للدراسات والأبحاث محمد الخشاني، في مداخلة خلال هذه الندوة، التي نظمت ضمن فعاليات أسبوع المغرب في ألمانيا، ونشطها السيد أولف ديتر كليم، وهو سفير ألماني سابق في المملكة، على أربعة محاور أساسية في مقاربته للإشكاليات المتعلقة بالهجرة، تتمثل في التنظيم والمفاهيم، ومسألة الاندماج، ومجالات هذا الاندماج سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وأبرز أن الاندماج يمر عبر مسلسل يميزه التضامن والانسجام والتداخل، ما يقتضي، في رأيه، تقاسم القيم الأساسية التي تكون فيها عملية الأخذ والرد بين المهاجرين وبلد الاستقبال. وبخصوص الهجرة في ألمانيا أشار إلى أنها منحت الجنسية لنحو 15 مليون شخص، إذ اعتمدت سياسة استقبال مهاجرين من أجل بناء اقتصادها، مشيرا إلى أن نسبة المهاجرين المغاربة في ألمانيا من بين مجموع المهاجرين من مختلف الدول لا تتجاوز واحدا في المائة، مقابل 23 في المائة من الأتراك. وذكر بأن ألمانيا تعد أول دولة توقع اتفاقية مع المغرب لجلب اليد العاملة سنة 1963، إذ كانت الهجرة إليها في البداية ذكورية، ثم بعد ذلك نسائية من خلال التجمع العائلي، إضافة إلى بعض الحالات لهجرة النساء الفردية، فأصبح اليوم مع تطور الهجرة عدد المغربيات المهاجرات إلى ألمانيا يبلغ نسبة 42 في المائة، مشيرا إلى أن نسبة 90 في المائة تقريبا من مغاربة ألمانيا تجمعوا في مناطق بغرب ووسط البلاد. وخلص إلى أن اندماج المهاجرين يعدد أولوية أساسية بالنسبة للحكومة الفيدرالية الألمانية، وذلك من أجل رفع تحديات العيش المشترك. من جهته، تطرق الصحافي والكاتب محمد مسعاد إلى تيمة الهجرة في الأدب وحضورها بقوة في عدد من النصوص الأدبية الألمانية لكتاب مثل الكاتب غونتر غراس، الحائز على نوبل للآداب، والذي توفي مؤخرا. وأوضح مسعاد أن كتابا مغاربة هاجروا إلى ألمانيا، إما من أجل الدراسة أو العمل، أو ازدادوا فيها، انخرطوا في هذا النوع من الأدب وعبروا في كتاباتهم بالألمانية عن رؤيتهم الخاصة للهجرة فتركوا بصمات واضحة في الأدب الألماني. وأضاف أن من أبرز الكتاب المغاربة الذين كتبوا عن الهجرة، هناك مصطفى الحجاج، الذي أصدر سنة 1969 أول مجموعة قصصية له باللغة الألمانية بعنوان "القرد الذي يبحث عن تأشيرة"، يحكي فيها عن تجربته قبل الهجرة إلى ألمانيا، وظروف حصوله على تأشيرة السفر إليها. أما بالنسبة للكاتب الذين ازدادوا في ألمانيا، يضيف مسعاد، فهناك الكاتب عبد اللطيف يوسفي الذي شكلت الهجرة المغربية إلى ألمانيا أبرز المواضيع التي استهوته في الكتابة، إضافة إلى كتاب جاؤوا إلى ألمانيا واختاروا الكتابة ما بين البلدين. كما قدم مسعاد قراءة في مقطع من روايته الموجودة قيد الطبع، والتي تقمص فيها أكثر من شخصية مهاجرة. حضر هذه الندوة، بالخصوص، السيدان أنيس بيرو الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج وشؤون الهجرة، وشخصيات ألمانية وعربية وأجنبية.