احتضنت بلدية دوسلدورف الأربعاء لقاء خصص لاستعراض مؤهلات المغرب الاقتصادية ومشاريعه الكبرى في مختلف القطاعات والفرص الهامة التي يوفرها لفائدة المستثمرين الأجانب. وأبرزت مختلف المداخلات التي ميزت هذا اللقاء المنظم في إطار أسبوع المغرب في ألمانيا، الدينامية التي يعرفها الاقتصاد المغربي والمناخ الذي هيأه من أجل دعم الأعمال والاستثمار في المملكة خاصة في قطاعات تشهد تطورا مضطردا كالصناعة والطاقة الريحية والطاقة الشمسية والسياحة والفلاحة. وركزت المداخلات على أهمية عدد من هذه القطاعات الصناعية التي تشهد تطورا متسارعا في ظل التحولات التي يعرفها المشهد الاقتصادي والتي تتوخى تحقيق نمو قوي ، كصناعة السيارات التي سجلت طفرة قوية ، والطيران والنسيج والإلكترونيك وغيرها. وفي هذا الصدد، اعتبر هانس بتير ميرتز، رئيس قسم العلاقات الدولية بغرفة التجارة والصناعة ببوخوم (غرب)، في مداخلته حول " المغرب كشريك للاقتصاد الألماني" أن المغرب أصبح يتوفر على العديد من الشروط التي تؤهله لأن يكون شريكا متميزا . وأوضح في هذا السياق أن المملكة حققت تطورا ملموسا في مجال البنية التحتية عبر توفير طرق سيارة تناهز 1800 كلم وبناء ميناء ضخم "طنجة المتوسط" الذي اعتبره نقطة جديدة وأساسية في تطوير الصناعة والتصدير، إلى جانب توفير كل وسائل النقل الضرورية للربط بين المدن إضافة إلى المطارات، مشيرا إلى أن كل هذه العوامل مشجعة على الاستثمار في المغرب الذي يعيش فترة نمو واضحة رغم أن نسبته تصل إلى 8ر4 في المائة إلا أنها مؤهلة للتحسن. وأبرز ميرتز مختلف مجالات التعاون المغربي الألماني في قطاعات كالنسيج والمواد الغذائية التي يصدر منتجاتها المغرب إلى ألمانيا مقابل استيراده التقنيات العالية والمواد الأولية، مذكرا أن التعاون بين البلدين يعود إلى سنة 1975 ومازال يتطور ويتوسع خاصة في مجال الطاقة الذي توليه بلاده اهتماما خاصا. وأشار إلى أن أكثر من 20 شركة ألمانية تعمل في المغرب في مجال النسيج والبنيات التحتية والفلاحة . من جهته، أكد أنيس بيرو، الوزير المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة، في كلمته، أنه تم اختيار ألمانيا لتنظيم أول أسبوع للمغرب في الخارج اعتبارا للمكانة التي تحظى بها لدى المملكة، وجعله أسبوع لقاءات ونقاشات وتواصل بين باحثين ومستثمرين من البلدين مع حضور قوي للثقافة والتاريخ المغربيين. واعتبر بيرو أن الحوار الثقافي بين البلدين ساهم فيه بشكل كبير المغاربة المهاجرين المقيمين في ألمانيا وتمكنوا باندماجهم في المساهمة أيضا في الدينامية الاقتصادية للمغرب، مشيرا إلى أن المغرب قام بكل الاصلاحات الضرورية لتوفير المناخ الملائم لهذه الدينامية أبرزها تحقيق الاستقرار السياسي وتعزيز مسلسله الديمقراطي. وقد أشادت مداخلات مسؤولين ألمان في هذا اللقاء الذي حضره بالخصوص سفير المملكة بألمانيا السيد عمر زنيبر ورجال أعمال ومستثمرون ألمان وأطر ألمانية ومغربية مقيمة بهذا البلد، بالتجربة المغربية في رفع تحديات الظرفية السياسية والاقتصادية التي عرفتها مناطق العالم خلال السنوات الأخيرة . يذكر أن أسبوع المغرب في ألمانيا المنظم بشراكة بين الوزارة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وسفارة المملكة في برلين وعدد من الشركاء ، ستتواصل إلى غاية 26 أبريل الجاري في كل من دوسلدورف وفرانكفورت من خلال برنامج غني يشمل لقاءات وندوات وفقرات ثقافية وفنية . شارك هذا الموضوع: * اضغط للمشاركة على تويتر (فتح في نافذة جديدة) * شارك على فيس بوك (فتح في نافذة جديدة) * اضغط للمشاركة على Google+ (فتح في نافذة جديدة)