يكون السبب وراء أغلب حالات التحرش الجنسي بالمسنات هو الإدمان على المخدرات، فالأشخاص الذين يتعاطون هاته المواد تنعدم لديهم القدرة على التمييز ويصبحون خاضعين لغرائزهم ورغباتهم الجنسية التي يسعون إلى إرضاءها بأية طريقة، وفي حالة من اللاشعور يقومون بالتحرش وحتى الاعتداء جنسيا على النساء مهما كانت أعمارهن بل وحتى على الأطفال. في حالات أخرى يقدم بعض الأشخاص على التحرش جنسيا بسيدات مسنات لأنهم يعانون من أمراض نفسية واضطرابات في الشخصية، بحيث قد يتحرش المريض جنسيا دون وعي بوالدته، والأخطر من ذلك أن الأمر قد يتطور إلى اعتداء جنسي واغتصاب، ونصبح هنا أمام حالة من حالات زنا المحارم. والمعروف أن المرأة داخل المجتمع المغربي كما هو الشأن بالنسبة لباقي المجتمعات العربية والإسلامية تتعرض لمضايقات كثيرة في الشارع العام أو في بعض الأماكن المزدحمة كالحافلات، وتواجه مختلف أشكال التحرش الجنسي الذي قد يكون لفظيا من خلال عبارات خادشة للحياء، أو جسديا حين تمتد يد المتحرش الجنسي لتلمس مناطق من جسدها. يكون لهاته الظاهرة الخطيرة آثار سلبية عديدة، وينتج عنها أزمات نفسية كثيرة تعاني منها المرأة، فبالرغم من كونها الضحية يتولد لديها شعور بالذنب بعد تعرضها للتحرش الجنسي، وتشعر بأن ما حدث بمثابة خيانة لزوجها إن كانت متزوجة، وبكونها أصبحت محرمة عليه، وقد يقودها بالتالي هذا الاعتقاد إلى طلب الطلاق، وتتخذ هذا القرار دون أن تصارح زوجها بحقيقة ما تعرضت له. وتصاب المرأة بعد تعرضها للتحرش الجنسي بحالات الاكتئاب وتعاني كذلك من حالات القلق، ويجعلها الخوف تمتنع عن الخروج وترفض الذهاب إلى عملها خاصة إذا كانت قد تعرضت للتحرش الجنسي في مكان العمل. ويبقى الحل الأمثل لمواجهة هاته الظاهرة والتصدي لها هو إيقاع عقوبات صارمة على المتحرشين جنسيا، بينما يجب على المرأة في حال تعرضت للتحرش الجنسي أن تصارح زوجها، مثلما ينبغي على الفتاة المراهقة كسر حاجز الصمت والحرج والاعتراف لأفراد أسرتها بحقيقة ما تعرضت له، لأن الصمت وموقف المرأة السلبي في مواجهة هذا الأمر يعتبر بدوره سببا في استفحال هاته الظاهرة. إعداد: شادية وغزو اختصاصي في الأمراض النفسية والعصبية