غضب عارم، عبر عنه عشرات من المدمنين الراغبين في العلاج بتطوان، أمام مركز معالجة الإدمان بحي خندق الزربوح. المركز الذي دشن حديثا وبدأ في تقديم خدماته بعد سنوات من الانتظار، يجلب الأنظار إليه مؤخرا، بعد ثورة عارمة لعدد من المستفيدين من خدماته، حينما احتجوا وثاروا وكادوا يكسرون كل شيء، ويعودون لإدمانهم كما كانوا من قبل، والسبب عدم تمكينهم من العقاقير التي تخفف عنهم رغبة التخدير. عاش مركز محاربة الإدمان صبيحة صاخبة منتهى الأسبوع، حينما جاء العشرات من المستفيدين منه ليأخذوا عقاقيرهم تلك التي اعتادوها، ففوجئوا بمسؤولين بالمركز يقولون لهم أنها نفذت، ولا يتوفرون على جرعات يمكن منحهم إياها. ثارت ثائرة من كان حاضرا قبل أن يلتحق الباقون، وليتحول المركز لسوق من الاحتجاجات والصراخ من هنا وهناك. البعض توعد بتكسير كل شيء، وآخرون رفعوا أصواتهم يطالبون بحضور المسؤولين على القطاع الصحي، فيما نادى آخرون على جلالة الملك لكونه صاحب المشروع وهو من دشنه. ساعات صعبة تلك التي عاشها العاملون هناك والواقفون بالخارج، فالمركز كان مطلبا ملحا من طرف مجموعة من الفعاليات ولسنوات، ليكون وسيلة لمساعدة أبناء المنطقة عن الإقلاع عن الإدمان بحكم موقعها، فكان أن فتح المركز وبدأ يقدم خدماته، التي سيتبين أنها ضعيفة وشكلية ولا ترقى لمستوى ما هو مطلوب. فقد صرح الكثير من المستفيدين من خدماته، أنهم فقط يتلقون العقاقير المخففة والمسكنة، بدل أن يشتروا المخدرات فهم يحصلون على تلك "الباستيات" فقط. بل منهم من قال إنه يحس أنه أصبح مدمنا بفعل ذلك، وأنه لا تغير في الكمية التي يتلقاها، وبالتالي فلا علاج يرجى بتلك الطريقة. محتجون آخرون هددوا بكونهم سيعودون لاستعمال المخدرات، وأنهم سيذهبون ل"البنيا" وهو المكان المعروف بتجار الهروين والكوكايين بتطوان. كل ذلك قبل أن تبدو بوادر انفراج، حينما حل المندوب الإقليمي للصحة بعين المكان ومعه بعض المسؤولين، حيث تم توفير كمية استعجالية قيل إنهم أحضروها من طنجة، في انتظار الحصول على حصة المركز من الوزارة، والتي لم ترسل بعد الحصة الضرورية لهم. علما أنه واحد من أكبر المراكز على صعيد المملكة وعدد المستفيدين منه كبير جدا. غضب وثورة كبيرة تلك للمدمنين، قابلة للاشتعال والعودة في أي لحظة، خاصة وأنه يتبين أن الكثير منهم يستعملون تلك العقاقير فقط كبديل للمخدرات وليس علاجا منها. فالمركز وفق مصادر عليمة وبعضها مقربة جدا، لا يقوم بواجبه كما يجب فعلا، وأن العلاج الذي يقدمه محدود وغير ناجع في الغالب، ويقف عند حدود توزيع عقاقير وزيارات خفيفة لبعض المدمنين لعين المكان، والسبب قلة الإمكانيات المادية والبشرية والخبرة أيضا.