أراد عبد الواحد الراضي رئيس مجلس النواب أن يتقاسم فرحة انتخابه رئيسا للاتحاد الدولي للبرلمانات مع باقي نواب الأمة، فبادر إلى إقامة حفل على شرفهم بعد جلسة الأسئلة الشفوية لأول أمس الأربعاء، لكنه وجد نفسه مضطرا ليكون أول المتقدمين إلى مكان الاحتفال بعدما رفض النواب الاقتراب من موائد الحلوى والمشروبات إلا بعد وضع الصحافيين آلات التصوير جانبا. «عنداكم المصورين» يصيح أحد النواب محذرا زملاءه من مغبة التحلق حول الموائد أمام عدسات المصورين، في إشارة منه إلى ما وقع يوم افتتاح جلالة الملك للدورة البرلمانية الخريفية عندما غاب البرلمانيون عن أشغال الجلسة الافتاحية المقررة مساء نفس اليوم وفضلوا المغادرة مباشرة بعد الانتهاء من مسح أركان المأدبة التي أقامها جلالة الملك على شرفهم . تعلم النواب البرلمانيون الدرس ولم يجدوا بدا من الابتعاد عن طاولات الحفل إلا بعد تؤكدهم أن كاميرات المصورين الصحفيين لا تراقبهم. محمد يتيم النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، حذر النواب البرلمانيين من مغبة الوقوع مرة أخرى فريسة لعدسات الكاميرات، وهو ما ناصره فيه العديد من النواب الذين ظلوا بعيدين عن طاولات «البيفي» حتى تيقنوا أن من في باحة مجلس النواب من المصورين الصحافيين مأمون جانبهم. جلسة الافتتاح، كانت قد شهدت تداعيات توجت باحتجاج قادته النائبة مليكة العاصمي، عضوة الفريق الاستقلالي التي قالت إنها لا تقبل التسابق على تناول الحلويات، وإخفائها تحت الطاولات من قبل البعض. في مشهد فوضوي أصبح ملازما لحفلات الشاي التي تقام عادة بعد الجلسات الافتتاحية للدورات التشريعية. النائبة أثارت نقطة النظام بعدما عرضت عدد من الجرائد والمواقع مشاهد الفوضى التي شهدتها حفلة الافتتاح الأخيرة والتي تم نشر صورها على نطاق واسع، خاصة بعدما تسببت الواقعة في تأخر المصادقة على مشروعي القانونين التنظيميين لكل من مجلس المتستشارين وانتخاب أعضاء المجالس الجهوية والجماعات اللذين يستلزم الدستور في المصادقة عليهما توفر الأغلبية . على أن الكثيرين ممن حضروا احتفال الراضي، بمن فيهم كاتب الدولة في الداخلية سعد حصار، اختاروا مغادرة مقر المجلس مباشرة بعد انتهاء محمد عبو، عضو المكتب التنفيذي للتجمع الوطني للأحرار، من إلقاء كلمة التهنئة باسم البرلمانيين. ياسين قُطيب