يبدو أن “ميثاق الشرف بين الأحزاب السياسية” المعد من قبل الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، سيلتحق هو الآخر بمجموع التوصيات والوثائق التي لم يجد سبيلا لمغادرة رفوف مكتب عبد السلام أبو درار، دون أن تجد سبيلا للتفعيل. في نهاية الأسبوع ما قبل الماضي ضرب عبد السلام أبو درار ميعادا التقت فيه بعض القيادات الحزبية دون الأمناء العامين للأحزاب الذين لم يحضر منهم غير عبد الله القادري والتهامي الخياري الذي سرعان ما غادر القاعة. انفض الجمع بعدما أبدى القياديون الذين حضروا تحفظهم على نقطتين وردتا في الميثاق تتعلقان بقبول نتائج الانتخابات بعد الإعلان الرسمي عنها، والنقطة الثانية تتعلق بنص المادة السادسة التي كانت تنص على محاربة الترحال السياسي في فترة الانتخابات. قبل يومين تسلمت الأحزاب السياسية نسخة معدلة من الميثاق، وتم تنقيح المادتين المعنتين بالخلاف لتصبح المادة السادسة داعية لمحاربة الترحال السياسي في مناسبة الانتخابات كما في غيرها، ولتصبح المادة الثلاثون ناصة على دعوة الأحزاب السياسية لقبول نتائج الانتخابات النيابية بعد استنفاذ كافة الطعون القضائية التي يتحيها القانون. لا يظهر في الأفق أن الأحزاب السياسية مستعدة حتى للتوقيع على النسخة المعدلة. يبرر لحسن الداودي نائب الأمين العام لحزب العدالة والتنمية الذي كان حاضرا في لقاء الأسبوع ما قبل الماضي، عدم توقيع حزبه على الوثيقة المعدة من قبل الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، لما اعتبره عدم استقلالية الهيئة في صياغة الميثاق. قال الدوادي في هذا الصدد إن نص المادة الثلاثين، المتعلقة بقبول نتائج الانتخابات، الواردة في نص الوثيقة والتي أعدتها الهيئة هي نفسها المادة التي كان وزير الداخلية الطيب الشرقاوي قد اقترحها في وقت سابق على الأمناء العامون للأحزاب السياسية في إطار ميثاق كانت ستصوغه وزارة الداخلية. لحسن الداودي نفسه قال إن الأمور في ميثاق الشرف أبانت منذ البداية على أن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة نابت عن وزارة الداخلية في تمرير عدد من المقتضيات التي كان الرفض مصيرها في لقاءات التي جمعت الطيب الشرقاوي والامناء العامون للأحزاب السياسية، ولهذا السبب يقول الداودي ان جل الاحزاب ترفض التوقيع لشيك على بياض لفائدة الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة وللداخلية من ورائها. في مقابل كل هذا الكلام قال عبد السلام أبودرار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة، في حديث هاتفي مع “الأحداث المغربية” إن الهيئة لم تبلغها إلى حدود الساعة أية تحفظات رسمية من قبل الأحزاب السياسية، رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة اعتبر في نفس كلامه أن بعض الأحزاب السياسية لم تعارض الميثاق بل وأبدت استعدادها خلال اللقاء الأول على القبول بالميثاق حتى قبل أن تعدل النسخة الأصلية من الميثاق. بين الشد والجذب حول ميثاق الشرف قال عبد السلام أبو درار إن الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة تنتظر نهاية الاسبوع المقبل أن توافيها الأحزاب بما قررته في شأن التوقيع على ميثاق الشرف. الجيلالي بنحليمة.