يفرح الجميع بحلول مولود جديد على الأسرة، لكن طرق التعبير تختلف من منطقة لأخرى .. أبرز ما يميز هذه الفرحة في منطقة بني ملال هو ذبح دجاجة إذا كان المولود ذكرا وذبح ديك إذا كان المولود أنثى.. إنهم يزوجون الإثنين ويتطلعون لمستقبلهم السعيد... بمنطقة الأطلس تتعدد عادات وتقاليد السكان في الاحتفاء بالمولود الجديد. وكما أن هناك الكثير من المظاهر التي توحد احتفال سكان الأطلس بالمولود الجديد، وتتجسد في استدعاء الناس لحفل العقيقة، فإن هناك مظاهر متعددة تبين للاختلاف في الاحتفال حسب غنى أو فقر كل منطقة. لفسيسة وبومسوس ببني ملال عندما تدخل الحامل شهرها التاسع، ويقترب موعد الولادة، يقوم أهل المرأة الحامل بصنع “لفسيسة”، والتي تسمى أيضا “بومسوس” أو” سلو”. صنع” الفسيسة” لا يختلف كثيرا بين مناطق الأطلس، حيث يحمص القمح من غير زيت ثم يطحن وتنزع منه النخالة، بحيث تؤخذ نواة القمح فقط، ثم يضاف إليه السكر الصقيل وحبة حلاوة والنافع والكروية والزنجلان وغيره. ثم يعجن الخليط بزيت الزيتون، ثم يحتفظ به إلى حين الولادة فيقدم منه للضيوف. ديك للمولودة الأنثى ودجاجة للذكر بعد الولادة وإعلان جنس المولود، ما يزال بعض سكان بني ملال، يحرصون على ذبح ديك، إذا كان المولود أنثى، وإذا كان ذكرا ذبحوا له دجاجة. واختيار الدجاجة للذكر والديك للأنثى له حكمته حسب رقية الأم لستة أبناء” يزوجون البنت بالذكر من الدجاج ويزوجون الولد بالأنثى من الدجاج، ليكون الإثنان سعيدين وموفقين في حياته الزوجية المقبلة”. بعد الولادة لا تغادر الأم الفراش إلا للضرورة القصوى. وفي اليوم السابع تذهب إلى الحمام وتلبس الثياب الجديدة التي يكون زوجها قد أعدها لها. وتضع النفساء « الكنبوش» على رأسها وتتركه يتدلى على جانبي رأسها. فإذا كان المولود أنثى تكتفي المرأة بوضع الكنبوش فقط على رأسها، وأما إذا كان المولود ذكرا فإنها ترسل شعرها على شكل ظفائر صغيرة جدا، يختلط فيها الشعر الأسود بالخيوط الحمراء، وتتعدد الظفائر الصغيرة حسب جودة الشعر ووفرته عند المرأة النفساء. هذه الزينة لا تخص فقط الأم النفساء بل تتعادها إلى أخواتها اللواتي يقمن بضفر شعرهن بنفس الطريقة. وفي اليوم السابع يقوم الأب بذبح كبش أو شاة أو عتروس، ويستدعي بعض أصدقائه وبعض قارئي القرآن، الذين يقومون بقراءة ما تيسر من القرآن الكريم بصفة جماعية المرة تلو المرة، بينما يقوم أحد المدعوين بتحضير الشاي وتوزيعه على المدعوين. فيما تقوم الأم باستدعاء صديقاتها إلى حجرتها فتقدم لهن وسائل زينتها من: كحل وسواك وقرفة وزعفران وقرنفل وعطر.. ويقمن بمشاركتها في عملية التزيين. عند انتهاء عملية التزيين تقوم والدة النفساء وأختها ب”إحضار مجمر، وإلقاء بعض أنواع البخور فيه، بينما تقوم القابلة بوضع المولود على ظهر والدته، وتضع قطع السكر بينه وبين ظهر أمه، وتخرج أمه ثديها وتعصر الحليب في أركان البيت، حتى لا يصاب الصبي بسوء من « أهل المكان» أو « الجنون» الذين يشاركونه حسب المعتقد الحليب الذي يرضع من أمه تقول رقية التي لم تهمل أيا من هذه الطقوس في جميع ولاداتها. بعد ذلك ترفع القابلة الصبي عن ظهر أمه وتضعه بين يديها، ثم يبدأ الجميع بترديد بإحدى المقاطع الزجلية الموروثة عن الزاوية الشرقاوية في أبي الجعد. أسيدي صالح * والصلاح اللي فاتو أبركة مولاي بوعبيد * والعباد اللي فاتو أمولات لوليد * اعطيك أوليد في وليد هاكا نبغيك أيا أم الرجال * تبقاي ديما غزال وترتفع زغاريد النسوة، وهن يضعن الحزام على خصر المرأة النفساء، إعلانا بانتهاء فترة راحتها في الفراش، وإيذانا ببداية عملها في بيتها. ولكن عليها ألا تغادر المنزل بطفلها إلا بعد انقضاء أربعين يوما على ولادته. الكبيرة ثعبان -الكنبوش منديل طويل للرأس، ألوانه صفوف بين الأبيض والوردي وغالبا ماتكون أكثر صفوفه من الحرير. وينتهي من الجانبين بخيوط مرسلة. محمد الصالح هو حفيد بوعبيد الشرقي. مولاي بوعبيد هو سيدي محمد الشرقي مؤسس زاوية أبي الجعد الشرقاوي. محمد الصالح حفيد بوعبيد الشرقي.