اتفق مسؤولون مغاربة في قطاع السياحة، أمس الجمعة بمراكش، مع جمعية وكالات الأسفار الأمريكية على توحيد جهودهم من أجل إبراز وجهة المغرب السياحية والترويج لها بالسوق الأمريكية من أجل مضاعفة توافد السياح على المدى القصير. وفي هذا السياق، تم التوقيع على اتفاقية شراكة بين المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة عبد الرحيم زويتن، ورئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة عبد اللطيف القباج، ورئيس جمعية وكالات الأسفار الأمريكية زان كيربي. وتهدف هذه الاتفاقية إلى القيام بأنشطة ترويجية موجهة لتحفيز الطلب بالسوق الأمريكية على المنتوج المغربي. ومن بين التدابير المزمع اتخاذها في هذا الإطار، على الخصوص، تعزيز الشراكات مع شركات الطيران من أجل تعزيز الرحلات الجوية انطلاقا من السوق الأمريكية وتوسيع الحضور المؤسساتي بمختلف الأسواق، وتنظيم رحلات للتعارف لفائدة وكلاء الأسفار الأمريكيين لوجهات سياحية مستهدفة، وكذا تنظيم رحلات لفائدة الصحفيين بتعاون مع جمعية وكالات الأسفار الأمريكية. وتعد السوق الأمريكية سوقا مهمة ذلك 60 مليون أمريكي يسافرون إلى الخارج كل سنة من أجل السياحة. وتعبر جمعية وكالات الأسفار الأمريكية أحد أهم هيئات وكلاء الأسفار الأمريكيين تضم سبعة آلاف عضو ويصل رقم معاملاتها إلى 17 مليار دولار سنويا ضمنها 78 في المائة مخصصة للأسفار ذات الصلة بالترفيه. واستعرض زويتن، خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر وكلاء الأسفار الأمريكيين، المؤهلات السياحية بالمغرب، وأداءات القطاع والبنية التحية، مما يجعل من قطاع السياحة "قطاعا مؤهلا" لتلبية متطلبات السياح الأمريكيين فيما يتعلق بجودة العروض المتنوعة. وأبرز أنه من أصل 10 ملايين سائح الذين يتوافدون على وجهة المغرب، هناك 220 ألف يأتون من الولاياتالمتحدةالأمريكية، موضحا أنه على الرغم من النمو الملحوظ المسجل على مستوى الوافدين من السوق الأمريكية (177 في المائة خلال تسع سنوات)، فإن ذلك يظل ضعيفا بالنظر للمؤهلات الكبرى لهذه السوق التي تصدر 60 مليون سائح في السنة. وقال إن اللقاء مع وكلاء الأسفار الأمريكيين يشكل مناسبة للتأكيد على الإرادة المشتركة لمضاعفة عدد الوافدين والارتقاء بالسوق الأمريكية إلى المرتبة الثالثة في قائمة البلدان المصدرة للسياح نحو وجهة المغرب. وأعلن زويتن، بهذه المناسبة، عزم المكتب الوطني المغربي للسياحة تعزيز حضوره ونشاطه الترويجي بالسوق الأمريكية من خلال فتح مكتبين بفلوريدا وكاليفورنيا (ينضافان إلى التمثلية المتواجدة بنيويورك). وقال إن الاتفاقية الموقعة مع جمعية وكالات الأسفار الأمريكية تندرج في نفس الهدف المتجلي في القيام بعمليات التسويق المشترك المنتظم من خلال تنظيم رحلات أسفار لفائدة الصحفيين وزيارات وكلاء الأسفار، مذكرا أن التركيز منصب على تقديم الصورة الجيدة للمملكة بالولاياتالمتحدةالأمريكية وإبراز مؤهلاتها فيما يتعلق بالأمن والاستقرار. من جهته، استعرض رئيس الفيدرالية الوطنية للسياحة، عبد اللطيف القباج، المؤهلات التي تزخر بها مدينة مراكش وخاصة قدراتها الاستيعابية الكبيرة (60 ألف سرير) وعروضها السياحية المتنوعة (رياضة الغولف، سياحة راقية)، داعيا وكلاء الأسفار الأمريكيين إلى القيام بزيارات للمغرب من أجل الاطلاع على جمالية وجهة المغرب حتى يتسنى لهم تقديمها لزبنائهم بشكل أفضل. وألح، بالخصوص، على أهمية النقل الجوي من أجل تطوير الرحلات السياحية القادمة من السوق الأمريكية، مسجلا أنه يتعين الانتقال إلى 500 رحلة جوية في الأسبوع من خلال خطوط مباشرة انطلاقا من المدن الأمريكية الكبرى. وقال إنه لا يمكن تطوير وجهة سياحية من خلال ناقل جوي وحيد، بل يتطلب تواجد العديد من الفاعلين لتوسيع الخطوط الجوية للقيام برحلات جوية مباشرة بين العديد من المطارات بكلا البلدين، مؤكدا القدرة الكبيرة لبعض الشركات الأمريكية من قبيل "دلتا إيرلاينز" التي تتوفر على 90 مليون زبون. من جانبه، أشار الرئيس المدير العام للخطوط الملكية المغربية، إدريس بنهيمة، إلى الجهود المبذولة من قبل الشركة من أجل تطوير قطاع السياحة من خلال توفرها على أسطول جوي يربط حوالي 32 عاصمة عبر العالم. وأعلن، بهذه المناسبة، أن الخطوط الملكية المغربية تعتزم تخصيص طائرتين من طراز "دريم لاينر" من أجل توسيع خطوطها على مستوى السوق الأمريكية، إلى جانب إبرام شراكات مع ناقلين آخرين بهدف تموقع الوجهة السياحية للمغرب بالسوق الأمريكية على نحو أفضل. بدوره، أكد رئيس جمعية وكالات الأسفار الأمريكية، زان كيربي، إرادة الجمعية في الانخراط مع المكتب الوطني المغربي للسياحة في الترويج لوجهة المغرب بالسوق الأمريكية. وأبرز أن عقد المؤتمر بالمغرب يشكل مناسبة لوكلاء الأسفار الأمريكيين لاكتشاف هذه الوجهة وسحرها وتفردها حتى يتمكنوا من التسويق لها بشكل جيد. وأشار إلى أن جمعية وكلاء الأسفار الأمريكية تختار كل سنة وجهة مختلفة لتنظيم معرضها الذي يلتقي خلاله حوالي 300 من أعضائها مع مهنيي السياحة المحليين واستشراف فرص الأعمال واكتشاف عروض سياحية لعرضها على زبنائهم، مبرزا أن اختيار مكان عقد هذه الدورة وقع على مدينة مراكش بعد ترشيحها من قبل المكتب الوطني المغربي للسياحة السنة الماضية. وتنظم خلال هذه التظاهرة دورات تكوينية من أجل تمكين وكلاء الأسفار الأمريكيين من التعرف على العرض السياحي المحلي وامتلاك آليات الترويج لوجهة المغرب من أجل دفع زبنائهم إلى زيارة المغرب. ويشهد هذا المؤتمر، المقام على مساحة تقدر ب1500 متر مربع، مشاركة جميع جهات المملكة من أجل إبراز منتجاتها للفاعلين الأمريكيين. وينظم المكتب الوطني المغربي للسياحة على هامش هذا المؤتمر زيارة إلى مدينة فاس لفائدة وكلاء الأسفار الأمريكيين، حيث سيتم تخصيص رحلة خاصة بعد غد الأحد لفائدة مائة من وكلاء الأسفار الأمريكيين لزيارة العاصمة الروحية للمملكة. وحسب إحصائيات للمكتب الوطني المغربي للسياحة فقد انتقل عدد السياح الأمريكيين الوافدين على المغرب من 83 ألف سنة 2005 إلى 191 ألف سنة 2010 و230 ألف سنة 2014. وبخصوص عدد ليالي بالمؤسسات الفندقية المصنفة فقد وصل إلى 375 ألف سنة 2014 بارتفاع بنسبة 31 في المائة مقارنة مع سنة 2010.