اختلطت حرارة الجو بحرارة النار، المنبعثة من أطنان من المخدرات بمختلف أشكالها، وعلب التبغ الجيد المهربة من الخارج، كل ذلك في عملية لحرق كميات من المحجوزات، التي ضبطتها مصالح الجمارك في الأشهر القليلة الماضية، منها كميات سلمت لها من طرف مصالح أخرى، بعد ضبطها بنقط مختلفة، خاصة ببوابة باب سبتة، وببعض الحواجز الجمركية الموزعة بطرقات الدائرة الترابية، لجمارك تطوان والضواحي. ارتفعت خيوط الدخان عاليا، وبين الفينة والأخرى تسمع صوت فرقعات قوية جدا، ترعب الواقفين بالجوار ليتراجعوا للخلف. عناصر من الجمارك برتب مختلفة، وعناصر من الدرك ومسؤولين قضائيين، كل هؤلاء حضروا «استعراض الحرق» الذي تم مؤخرا، بالقرب من سد النخلة في اتجاه شفشاون، واستدعيت له فقط القناة الأولى، فيما غيبت الصحافة الأخرى بمختلف تلاوينها «عمدا». واكتفى المسؤولون هناك ب«مكافأة» قناتهم الرسمية، على غرار المصالح الأمنية، التي أغلقت الأبواب في وجه الإعلاميين الآخرين، لصالح تلفزة «دار البريهي»، كما يعلق على ذلك عدد من المراسلين والصحفيين بالمنطقة. الكميات المحروقة في ذلك الخلاء، تنوعت بين المخدرات التقليدية التي تضم الكيف والشيرا والطابا، وبلغ مجموعه حوالي 11 طنا، جلها من الشيرا المعدة للتهريب. كما كان هناك نصيب من المخدرات القوية من كوكايين وهيروين، بلغت 16339 جرعة، وهي مجموع الموقوف في محاولات التهريب الأخيرة، وهو ما يدل على ارتفاع مستوى تهريب هذا النوع من المخدرات، عبر النقط الحدودية والمعابر التقليدية.