قبل ساعات من انطلاق مباراة المغرب ضد تانزانيا انطلقت الأجواء الاحتفالية داخل ملعب مراكش وخارجه. احتفالات بدا معها الجمهور واثقا من تحقيق الفوز على تانزانيا وحجز بطاقة التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام سنة 2012 بغينيا الاستوائية والغابون. نغمات الموسيقى ورقصات المشجعين في المدرجات أضفت على الملعب الذي اكتسى باللونين الأحمر والأخضر رونقا جميلا. تحية وصفير شعارات التشجيع كانت في استقبال عناصر المنتخب الوطني عند دخولها إلى أرضية الملعب قبل ساعة ونصف من موعد المباراة. تجول اللاعبون فوق العشب الأخضر. جالوا بأنظارهم في المدرجات التي امتلأت بأزيد من 40 ألف متفرج حرصوا على إسماع مطالبهم إلى أسود الأطلس. «الشعب يريد ثلاثة لزيرو ... الشعب يريد ثلاثة لزيرو» كلمات دوت في أرجاء الملعب وكأن من رددوها كانوا على علم مسبق بالنتيجة التي ستؤول إليها المباراة. خبر عدم مشاركة يوسف حجي في المباراة ضد تانزانيا نزل كالصاعقة على أنصار الفريق الوطني. لاعب نانسي تعرض لإصابة مفاجئة حرمته من المشاركة في اللقاء لكن القلق زال بعدما أعلن مذيع الملعب أن عادل تاعرابت سيحل محله. «سبحان مبدل الأحوال». عبارات السب التي وجهت إلى لاعب كوينز بارك رانجرز بعد انسحابه من المعسكر الذي سبق المباراة ضد الجزائر، استبدلت بكلمات التشجيع من طرف أنصار المنتخب الوطني، وهو ما تجاوب معه تاعرابت من خلال التلويح بيديه تحية للجماهير. بداية جيدة منذ البداية ظهر إصرار المنتخب المغربي على هز شباك التانزانيين. عادل تاعرابت كاد أن يتحول إلى بطل المباراة منذ الدقيقة الثانية لولا أن ضربته الرأسية مرت على بعد سنتيمترات قليلة من مرمى الحارس جوما كاسيجا جوما محاولة تاعرابت دفعت الجمهور إلى تذكير الأسود بمطالبه من خلال ترديد «الشعب يريد ثلاثة لزيرو ... الشعب يريد ثلاثة لزيرو». تجاوب اللاعبين كان سريعا من خلال هجومات منسقة كانت تنقصها اللمسة الأخيرة لوضعها في الشباك. مروان الشماخ، الذي تحرك كثيرا في مباراة أول أمس جعل الفرحة تجتاح قلوب المشجعين بتسجيله هدف السبق في الدقيقة ال20 من اللقاء. فرحة استمرت لعشرين دقيقة فقط قبل أن يباغث المهاجم «سادالا» الحارس نادر المياغري بتسديدة قوية استقرت في شباك النخبة المغربية. هدف التانزانيين لم يسكت الجماهير. شعارات التشجيع تواصلت لاسيما بعدما انتشر خبر تقدم الجزائر على إفريقيا الوسطى بهدفين دون رد. الجماهير بدأت تردد: «لعبي يا أسود الجزائر رابحة ..» على أمل أن يدفع ذلك اللاعبين إلى بذل مجهود أكبر واللعب باصمئنان أكثر لأن فوز الجزائر يمنح النخبة المغربية بطاقة التأهل حتى في حالة الهزيمة بحصة صغيرة أمام تانزانيا. عودة تاعرابت نفس سيناريو الجولة الأوي تكرر مع انطلاق الجولة الثانية. سيطرة مطلقة للنخبة المغربية ومناوشات محتشمة للهجوم التانزانيا كانت تتكسر في وسط الميدان أو على حدود منطقة دفاع المنتخب المغربي. في حدود الدقيقة 69 فعلها عادل تاعرابت أخيرا. لاعب كوينز بارك نفذ ضربة خطإ مباشرة بطريقة ذكية ومركزة مانحا الهدف الثاني للأسود. هدف أشعل المدرجات، ليس بالاحتفالات فقط وإنما أيضا بالشهب النارية التي تساقط بعضها في اتحاه أرضية الملعب مما تطلب تدخل عناصر الوقاية المدنية لإخمادها. هدف تاعرابت لم يشبع الأسود. الشهية التهديفية ظلت مفتوحة لكن دون فعالية. المحاولات الهجومية تزايدت دون أن تستقر الكرة في الشباك التانزانية إلى حدود الدقيقة ال90. مخاوف الجماهير من تسجيل التانزانيين هدفا متأخرا وخروج المباراة بنتيجة التعادل تبددت. مبارك بوصوفة سجل هدف الاطمئنان وحسم التأهل لتشتعل المدرجات مجدد. مشجعون يقفزون فرحا وآخرون يتبادلون العناق وعبارات التهاني مشكلين لوحة احتفالية جميلة جولة شرفية لاعبو المنتخب الوطني لم يتمالكوا أنفسهم بعد انتهاء اللقاء وانطلقوا في جولة حول الملعب لاقتسام فرحتهم مع الجماهير. اللاعبون تخلوا عن أقمصتهم وفضلوا رميها في اتجاه الجماهير التي تسابقت وتدافعت للظفر بأحدها. وحده مروان الشماخ لم يتمكن من إلقاء قميصه في اتجاه الجماهير بعدما حاصره أحد عناصر الأمن الخاص لمنعه من ذلك. والله تا غاذي ناخذوا أنا .. عافاك»، كلمات لم يجد الشماخ بدا من التسليم لصاحبها قبل أن يمنحه قميصه كتذكار في يوم من الأيام السعيدة بالنسبة للنخبة الوطنية التي عادت إلى نهائيات كأس إفريقيا وحجزت بطاقة التأهل للمرة ال14 بعد غيابها عن الدورتين الأخيرتين.بعد مغادرة الجماهير للملعب انطلقت الجولة الثانية من الاحتفالات التي عمت جميع المدن المغربية