جلس الطفل الذي لم يتجاوز سنته التاسعة أمام والده، منحني الرأس لا يكاد يقوى على النظر في عينيه. كانت فرائصه ترتعد من الخوف وهو يسرد أحداث واقعة ستترك آثارها البالغة على نفسيته لسنوات. لم يكن الطفل يجد نفسه مرغما على الكشف عن حادثة اعتداء كان ضحيتها، لولا إلحاح والده الذي لاحظ أن ابنه يمشي بشكل غير عاد ويجد مشكلا في الحركة مما جعله « يعرج» أثناء المشي . كمن تلقى ضربة قوية على رأسه، نزل الخبر الصاعقة على الأب وهو يستمع لأطوار هذه الواقعة. دموع انهمرت من مقلتي الطفل وهو يصف كيف اعتدى عليه شاب في ال 25 من عمره، يعمل في محل لبيع المواد الغذائية بالجملة ببلدية القليعة بإنزكان، وتقرب إليه حتى استفرد به في ذلك اليوم المشؤوم، حين استغل الشاب لحظة لاستدراجه إلى داخل المحل يوم 26 من الشهر المنصرم وقام بالاعتداء عليه جنسيا، وحين فرغ من نزوته الوحشية أخرج سكينا وهدد الصبي بالذبح في حالة ما إذا باح بالسر. تفاصيل الواقعة كما سردها الطفل جعلت الأب يقف فاغرا فاه غير مصدق أن الشاب الذي يعمل في متجر قبالة منزله منذ 6 سنوات استطاع الاعتداء على طفل لم يتجاوز العاشرة من عمره، رغم ان الأب لم يسبق له أن لاحظ عليه تصرفا غير عاد خاصة وأنه كان ودودا مع كل أفراد عائلة الطفل بل أصبح صديقا للعائلة. أرغى الأب وأزبد، قبل أن يتوجه وابنه إلى طبيب عاين الطفل مؤكدا تعرضه لاعتداء جسدي، ومدليا بشهادة طبية تثبت الحالة، حيث توجه الأب مباشرة لتقديم شكاية تم الاستماع خلالها إلى الضحية ليتم إلقاء القبض بعدها مباشرة على المعتدي. تغير طبع الطفل ورفض الذهاب إلى المدرسة، بل أصبح لا يكاد يفترق عن أبيه رافضا كل المحاولات للابتعاد عنه، في الوقت الذي توجه فيه الأب إلى جمعية «صوت الطفل» ومقرها الدشيرة الجهادية، بملف كامل عن قضية الاغتصاب والتي توجهت بشكاية لوكيل الملك بالمحكمة الابتدائية لإنزكان، شرحت فيها حيثيات الحادث، وطلب فيها اعتماد مبدأ «لا ضرر ولا ضرار» وإزالة الضرر، كما طالبت الجمعية بتنصيبها كطرف في الدعوى والمطالبة بالحق المدني. حادث يكاد يتكرر يوميا مع أطفال في عمر الزهور وقعوا في يد وحوش آدمية لم ترحم طفولتهم وبراءتهم، كان آخر حادث، اعتداء مسن في العقد السابع من عمره على طفلة في الثامنة من عمرها بقلعة مكونة، بعد أن تركها والداها المدرسان في عهدة جارهما المسن لمدة نصف يوم، حيث كانا يتوجهان إلى مدينة بومالن دادس لتلقي تكوين، إلا أنه وخلال غيبتهما وغيبة زوجته انفرد بها ومارس عليها الجنس بطرق شاذة. بعد مرور أسبوع من فعلته، لاحظ الوالدان أن طفلتهما قد أصبحت منطوية على نفسها، تنزع إلى الصمت والشروع، وتستيقظ من نومها مفزوعة، تغير، جعل الأم تقترب أكثر منها لمعرفة السبب، ما جعل الطفلة تفجر القنبلة في وجه أمها وتسرد وقائع ما حدث راجية ألا يصل الخبر إلى والدها، بعد أن تحول «حاميها إلى حراميها». أكادير: أمينة المستاري