"أنا شعبي" لم تكن عبارة يرددها البسطاوي رحمه الله في الإشهار فقط، بل كانت نموذج حياة عاشه بكل جوارحه، منعه من أن يصاب بتضخم الأنا الذي يصيب عادة المشاهير، لذلك بقي قريبا من الناس أو "ولد الشعب وولد باب الله" مثلما كان يقول عن نفسه دوما. في افتتاح المهرجان الوطني للفيلم بطنجة وحين وجد الراحل محمد بسطاوي القاعة غاصة والمقاعد ممتلئة عن آخرها في قاعة روكسي بفنانين ومثلين ومدعوين، بل وحتى ببعض المتطفلين، لم يغضب الراحل ولم يفعل مثلما يفعل بعض المبتدئين الذين يقيمون الدنيا ولا يقعدونها من أجل مكان تافه. افترش الأرض التي يحبها، وجلس على التراب الذي عاد إليه الأربعاء. تابع الافتتاح بكل بساطة وهو على الأرض في تجسيد عملي لتواضع عاشه هذا الرجل وظل ديدنه الدائم وكان السبب الكبير الذي جعل المغاربة يحبونه بهذا الشكل الجارف والكبير عدسة: عبد اللطيف القراشي