بينما لازال مرض "الليشمانيا" يحصد المزيد من الضحايا بمناطق متفرقة في إقليمالرشيدية في غياب تدخل المصالح الطبية لتطويق المرض من الانتشار ومعالجة المصابين، لجأ بعض سكان المنطقة في إطار هيئات مدنية محلية، إلى محاربة الداء، اعتمادا على إمكانياتهم الذاتية والمحدودة، عن طريق القضاء على مصدره، من خلال دفن الأزبال بالأتربة، وتنظيف مجموعة من مستنقعات المياه، واستعمال مبيدات ضد الفئران المتسببة للداء. وتشير مصادر من الإقليم إلى إصابات المئات من السكان بمناطق أرفود والريصاني وكلميمة منذ عدة أشهر، من دون أن يتمكن أغلبهم من العلاج، بسبب غياب الأدوية أو عدم تواجد الأطباء في المناطق القروية النائية، في الوقت الذي يعمد فيه بعض المصابين إلى التداوي بطرق بدائية، لكن دون جدوى، عن طريق استعمال مادة الكبريت والأعشاب الطبية، وأحيانا الماء القاطع، خاصة عند تحول بثور المرض إلى تشوهات تظهر على أطراف المصابين. ويظهر المرض على شكل أعراض جلدية، عبارة عن تقرحات وبثور جلدية تبدو على وجوههم وأنحاء مختلفة من أجسادهم، لكن بعض المصابين تعرضوا لتشوهات مستديمة ومضاعفات صحية خطيرة، بسبب عدم تلقيهم العلاج بشكل مبكر. وعلى ضوء هذا التزايد، تذهب مؤشرات المرض إلى اعتبار المنطقة موبوءة، خاصة في ظل الانتشار السريع للمرض نحو المناطق المجاورة، في مقابل محدودية التدخل من طرف المصالح الطبية لتنظيم قوافل طبية للمناطق المتضررة وتقديم العلاجات الضرورية للمصابين، خاصة بمناطق تلوين وتوروك والخطارت وأوخيت وإكلي، التي تسجل بها أعلى نسب الإصابة. وينتمي معظم المصابين إلى أسر فقيرة ويقيمون في ظروف سكن غير ملائمة بفعل قلة النظافة ومحدودية المياه المخصصة للشرب والتنظيف...