يواصل مرض الليشمانيا انتشاره بمنطقة الراشيدية، خاصة بالريصاني، جماعة ملعب، تولوين، بودنيب، كلميمة، تينجداد، أوفوس.. وأفاد محمد أزرور، أستاذ جامعي بكلية العلوم بالراشيدية وفاعل جمعوي بالمنطقة، من خلال إحصاء قامت به «جمعية ماغا للتنمية القروية»، بأن المرض ينتشر بشكل خطير، وأن عدد المرضى يعد بالآلاف، مما ينذر بحدوث كارثة صحية حقيقية في حال لم تتدخل وزارة الصحة لتوفير العلاج والمتابعة الصحية للمرضى. وأضاف المصدر نفسه أن عددا مهما من سكان الإقليم، بمختلف شرائحهم، يعانون من المرض منذ سنتين، وأن خطورته تتفاقم بسبب عجزهم عن الولوج إلى الخدمات الصحية بالنظر إلى غياب المرافق الصحية المجهزة، مما يجعل العلاج أمرا صعب المنال لعدم قدرة السكان على تحمل مصاريف التنقل إلى الراشيدية، خاصة بالجماعة القروية ملعب التي لا تتوفر على طبيب في المستوصف الوحيد بها رغم أنها تعرف كثافة سكانية تقدر ب30 ألف نسمة، وهو ما يحول دون تلقي المرضى العلاج اللازم. وأرجع المصدر نفسه أسباب انتشار الداء الذي مازال يفتك بكل الفئات، خاصة منها فئة الأطفال، إلى انتشار الأزبال وكثرة المطارح العشوائية التي تشكل فضاء شاسعا للفئران التي تعتبر المسبب الرئيسي للمرض، حيث يتكلف نوع معين من البعوض بنقله إلى الإنسان. وأضاف أزرور أن الجمعية وقفت على 250 حالة مرضية في يوم واحد بقيادة ملعب المركز، في حين أن العدد الحقيقي للمصابين يفوق ذلك بكثير بالجماعة المذكورة، ذلك أن عددا كبيرا من النساء والفتيات يتسترن على المرض ويخشين الإقرار بالإصابة، خاصة إذا كان المرض في مناطق داخلية من الجسد. وتسود حالة من الاستياء بين سكان منطقة الراشيدية، لأن المرض عبارة عن بثور متقيحة واضحة تستمر مدة خمسة أشهر على الأقل، في حين أن آثارها تلازم المصاب طوال حياته في حال عدم تلقيه العناية الطبية، مما خلق جوا من الرعب حال دون تزاور الأقارب بالمنطقة خوفا من الإصابة، حسب المصدر نفسه. ودعت «جمعية ماغا للتنمية القروية» إلى التدخل والتجنيد العاجل لكل المصالح المختصة لإنقاذ السكان من المرض الذي أصبح شبحا يخيفهم، من خلال تنظيم حملات تحسيسية لفائدتهم وتوفير الدواء للمصابين منهم والقضاء على مصادر المرض وتنظيف الأماكن الملوثة وتنظيم حملة طبية عاجلة وتعيين لجنة مختصة من أجل المتابعة. وأكد مصدر من مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة أن المرض يوجد في المغرب منذ القديم، غير أن علاجه متوفر في مختلف المراكز الصحية، وهو ما نفاه محمد أزرور، مقرا بأن دليل ذلك جماعة ملعب التي لا يوجد بها طبيب منذ مدة، كما أن الممرضين لا يمكنهم تحديد وصفات طبية للمرضى، بل من المرضى من يتلقى تطمينات تفيد بأن المرض سيختفي دون أي استشارة طبية بمجرد انتهاء المدة الخاصة به والتي قد تمتد إلى سنة كاملة. وفي الوقت الذي عبر فيه أزرور عن استيائه من إمكانية أن يتحول المرض إلى وباء وطني، أكد مصدر من المديرية أن المرض لا يمكن أن ينتشر ويمتد إلى مدن أخرى لأنه مرض طفيلي له موطن خاص ومواصفات خاصة للعيش، وهو ما لا يتوفر بمناطق أخرى من المغرب. وأكد مصدر مديرية المستشفيات والعلاجات المتنقلة أن الليشمانيا مرض جلدي يمكن أن يتحول إلى مرض عضوي، حيث يحدث انتفاخا في الكبد أو انتفاخا في الطحال، ويمكن علاجه في هذه المراحل أيضا، كما أن آثاره تختفي مع تلقي العلاج في حين قد تستمر طوال حياة الفرد في غيابه.