غزت الجرذان، في الآونة الأخيرة، مناطق عدة بالجنوب الشرقي. ولم تفلح ساكنة هذه المناطق في كل من بوعرفة والراشيدية وفكيك وورزازات وزاكورة من القضاء عليها، في ظل غياب دعم السلطات المحلية ووزارتي الصحة والفلاحة. ولم تتسبب هذه الجرذان في إلحاق الخسائر بالمنتوجات الفلاحية فقط، وإنما خلفت مرضا جلديا ينتشر في هذه المناطق بسرعة كبيرة. المصادر تشير إلى أن هذا المرض الذي تتسبب فيه الجرذان ينتقل عبر البعوض والناموس إلى الإنسان. وقدرت المصادر ذاتها عدد الإصابات بهذا المرض الجلدي المعروف ب«الليشمانيا» في بلدة تيلوين لوحدها، ب300 حالة. وقالت المصادر إن حالات الإصابة بهذا المرض في مناطق مجاورة لها، كبلدتي ملاعب وتوروك، يرجح أن تصل إلى 1000 حالة، في غياب أي إحصاء رسمي لها. وقالت المصادر إن أعراض هذا المرض تتمثل في حبات كبيرة تظهر في مختلف أنحاء الجسد وتكون مملوءة بالقيح، ويمكنها أن تؤدي إلى تعفنات على مستوى الجلد، إذا لم تتم معالجتها. وقال رئيس جمعية ابتسامة، العاملة في بلدة تيلوين، إنه بالرغم من الاتصالات المتعددة التي أجريت مع مسؤولين محليين ومع وزارة الصحة منذ ما يقرب من 3 أشهر، فإن انتشار الوباء ما زال في ارتفاع. ويقول المتخصصون إن الليشمانيا تعد من جنس الطفيليات وحيدة الخلية وتشمل أكثر من ثلاثين نوعاً تتطفل على الفقاريات، وبالدرجة الأولى على الثدييات؛ نحو 20 نوعاًَ منها يمكن أن تلحق الإنسان وتسبب له إصابات جلدية موضعية بل وأمراض جهازية خطيرة، تُعرَف باسم داء الليشمانيات. تُنقَل هذه الطفيليات عن طريق لدغة أنثى حشرة من جنس الفاصدة في العالم القديم أو اللوتزومية في العالم الجديد المنتميتين إلى أسرة الفواصد.