داخل غرفة بمنزله بشارع إدريس الحارثي مولاي رشيد المجموعة 2 وضع «الأمير معاذ إرشاد» كل الخطط الدقيقة لتنفيذ مشروعه الإرهابي. اعتقد أنه بامكانه الشروع في تنفيذ عمليات إرهابية ضد مواطنين أبرياء، وترك رسالة الوداع في موقع إلكتروني يسمى «شموخ الإسلام»، والذي كان ينشط به تحت لقب «درع لمن وحد» لكن خبراء الشرطة المعلوماتية كانوا يترصدون كل خطواته على الأنترنيت منذ سنة 2005 وأوقعوه في شراكهم في عملية استقباقية مكنت من تفكيك إحدى أخطر الخلايا الإرهابية ببلادنا. كانت رسالة الوداع إنذارا بأن «معاذ إرشاد» الذي لا يتعدى سنه 31 سنة، سيبدأ في تنفيذ مشروع إرهابي ما، ولذلك قررت مصالح إدارة مراقبة التراب الوطني بالتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية إيقافه، دون أن تعتقد أنها أمام أخطر خلية إرهابية أميرها خبير في إرهاب السبرنتيك وعلى علاقة بأخطر تنظيم إرهابي في الصحراء والساحل وخططت لاغتيال أبرياء. منذ سنة 2005 كان معاذ أمير الخلية ينشط على الأنترنيت، دراسته العلمية في شعبة المعلوميات الرياضية مكنته من التفوق في مجال استخدام الشبكة العنكبوتية، وكان يلج المنتديات الجهادية باستمرار، لكنه كان محط أنظار وتتبع المصالح الأمنية المختصة في الإرهاب الإلكتروني. أحس مرات ومرات أنه مراقب وأن خطواته قد تكون تحت المجهر، ولذلك قد يكون قرر إيقاف نشاطه على الأنترنيت دخول مرحلة العد العكسي لتنفيذ مشروع إجرامي على أرض الواقع. ذلك المشروع كان ثمرة مشاورات عديدة مع قادة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي. تنبهت المصالح الأمنية للأمر، ووضعت ضمن احتمالاتها أن المعني قد يقوم بتنفيذ عملية انتحارية، وانتقلت فرقة خاصة إلى منزله، وتم إيقافه الجمعة المنصرم مباشرة بعد صلاة المغرب بعد أن اتخذت مصالح الأمن كل الإحتياطات الضرورية، خاصة أن المعني كان ذكيا وشديد الحيطة والحذر وخبير معلوميات. فوجئت عناصر فرقة الأمن الخاصة التي نفذت العملية بالمحجوزات التي تم حجزها في بيته، ومنها جهاز كومبيوتر كان يستعمله في كل ولوج المنتديات الجهادية، ولا تزال عناصر مختصة تقوم بفحصه لاستغلال كل المعطيات الموجودة فيه. إلى جانبها عثروا على أسلحة بيضاء ومسدس بلاستيكي كان يستعمله في التداريب، إضافة إلى مخطط دقيق لكل تفاصيل خليته وأهدافها. ضمن الوثائق التي حجزت «مضمون البيعة» التي تلقاها من أفراد الخلية، وكذا تصاميم دقيقة للمواقع التي ينوي استهدافها، وكل الأهداف المسطرة. وعثر أيضا على ألقاب أفراد خليته الإثنين وهو أحمد وحمزة، وبعد اعتقاله تم الإهتداء إليهما جميعا، رغم رفضه الكشف عنهما، وتبين أن المتهم الأول أخوه من أمه في حين أن الثاني هو معتقل سابق في إطار ملفات السلفية الجهادية توبع في ملف خلية للتهجير نحو العراق وأدين بالسجن سنتين قبل أن تخفض عقوبته بعد عرضه على محكمة الإستئناف، وغادر سجن سلا منذ ثمانية أشهر وعمل كحارس أمن خاص، وقد وعده أمير الخلية بتسفيره إلى العراق، لكن بعد أن طالبه بأن يبين له قدراته في المغرب أولا وقال له «بين حنت إيديك هنا بعد» واقترح عليه مساعدة في مشروعه الإجرامي بالمغرب ومبايعته أميرا مقابل التكفل بكل مصاريف سفره للجهاد في العراق فيما بعد. كان معاذ وأفراد خليته يخططون للهجوم على مخفر الشرطة بحي السالمية للإستيلاء على السلاح الناري لعناصر الأمن واستعماله فيما بعد في عملياتهم التي خططوا لها وخاصة ثلاث عمليات اغتيال لرجل أعمال يهودي وصحافي فرنسي وعميد أمن اقليمي بأمن عين السبع بالدار البيضاء. معاذ أمير الخلية ربط علاقات بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي وعرض عليها أن يقدم لها خدماته في مجال الإنترنيت ومنها انشاء موقع على الأنترنيت خاص بها وأيضا تأمين كل الإتصالات لها بالمغرب على الشبكة العنكبوتية انطلاقا من المغرب، لكنه طلب من قياداتها مده بالسلاح، ودخلوا معه في مفاوضات واقترحوا عليه أن يتوسط في الأمر شخص ما بشكل مباشر. سمى معاذ خليته تسمية «سرية البتار»، وبايعه بقية العناصر على السمع والطاعة في القتال والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وعثر لديه على «نموذج لقسم البيعة» ووضعوا ضمن أهدافهم هدفا عاما وهو ما أسموه «العمل في المغرب لاشتغال الجهاد وقيام حرب عصابات ضد الحكومة ومن ورائها»، كما وضعوا أهدافا استراتيجية تتمثل في «قتل الأمريكان والفرنسيين وكل الكفارفي المغرب» وأيضا من سموهم «كبار المرتدين وعناصر المخابرات». كما وضعوا في أوراق سرية عثر عليها بحوزة أميرهم تتضمن ما سموه أهدافا عامة وهي «اسقاط حكومة الردة وإقامة حكومة إسلامية»، وأيضا «تحريض الشعب المغربي على إسقاط الحكومة المغربية ومحاربة المرتدين والكفار والصليبيين»، لكنهم معاذ والعناصر الثلاثة سقطوا في شباك المصالح في عملية استباقية أخرى مكنت من تفادي حمام دم وإراقة أرواح الكثير من الأبرياء. أوسيموح لحسن