شكل خبر قيام عناصر الفرقة الوطنية بتفكيك خلية البتار الإرهابية الحدث الأبرز خلال نهاية الأسبوع الماضي، واعتبرت مصادر متفرقة أن تحرك عناصر الأمن تم في الوقت المناسب، وذلك بعد سنوات من التتبع والمراقبة، حيث قادت التحريات الدقيقة التي قامت بها عناصر الديستي إلى تعقب أعضاء الخلية المفترضين، وكانت الخلية قد خططت للقيام بحرب عصابات من أجل إسقاط الحكومة المغربية التي وصفتها بحكومة الردة، وذلك من أجل إقامة الحكومة الإسلامية. وتضيف المصادر أن الموقوفين الثلاثة تم القبض عليهم في مدينة الدارالبيضاء، والخلية كانت تستهدف تصفية مسؤولين أمنيين وشخصية يهودية، ويتزعم الخلية صاحب شركة معلوميات اسمه معاذ إرشاد، فيما مساعداه هما أخوه يونس عياد ومحمد خير الدين الذي سبق له أن تمت إدانته في ملف للإرهاب في وقت سابق بتهمة تجنيد مغاربة لتوجيههم صوب العراق. وتضيف صحف يومي السبت والأحد بأن أول خيوط الخلية تعود للعام 2005، عندما توفرت الاستخبارات الداخلية المغربية على اسم مستعار لمغربي كان يتواصل عبر غرف الدردشة في مواقع تحرض على القتال، وبقي صاحب الاسم المستعار مجهولا لغاية 2007، ليتم إلقاء القبض عليه في إطار الضربات الاستباقية للخلايا الإرهابية، ليجد المحققون أن محمد خير الدين هو صاحب الاسم المستعار داخل النت، وأنه ينشط في عملية تجنيد مغاربة لإرسالهم للجهاد في العراق. وقد حكم عليه بسنتين سجنا، وغادر السجن في العام 2009. وقد تعددت التقارير التي تحدثت عن الخلية الارهابية التي تم تفكيكها قبل ان تبدأ بشن هجمات واغتيالات في حق شخصيات أمنية وصحافية. وقالت وزارة الداخلية إن الخلية تم تفكيكها نتيجة تنسيق أمني ما بين الفرقة الوطنية للشرطة القضائية وجهاز حماية التراب الوطني وأن 'أميرها' مُعاذ عياد كان يتحرك تحت اسم حركي هو 'درع لمن وحّد'. وقالت تقارير ان معاذ 'أمير الخلية المفككَة' حاصل على شهادة الباكلوريا في العلوم الرياضية ومسيّر لشركة إعلاميات ويسكن بشارع إدريس الحارثي بالدارالبيضاء قبل أن يتم اعتقاله يوم الثلاثاء الماضي حين كان متوجها لأداء صلاة المغرب بالمسجد. وتضم الخلية بالاضافة الى معاذ كلا من شقيقه يونس (22 عاما) ومحمد خير الدين، وهو معتقل سابق تم توقيفه عام 2006 وادين ابتدائيا بعامين ونصف من السجن النافذ ويستفيد استئنافيا من تخفيض 6 أشهر. وحسب نفس التقارير فقد تم تتبع الاجهزة الامنية ل'سريّة البتّار' انطلاقا من الأنترنيت حيث رصدت بادئ الأمر 'رسالة وداع' نشرت على 'منتدى جهاديّ' من لدن مُعاذ، وورد ضمنها عزمه على توقيف الجهاد الإلكتروني لنقله على أرض الواقع' وهو ما استنفر 'الدّيستي' وجعلها تراقب خطوات 'درع لمن وحّد' قبل اعتقاله. وتبين ان الخلية اجرت اتصالات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي بهدف التدريب والحصول على السلاح وهو ما لم يتحقق لها مما دفعها للبحث عن وسائل محلية لتنفيذ هجماتها. وتشكلت محجوزات 'سرية البتّار' من سكاكين ومسدّس بلاستيكي وقناع، و'مخططات مرسومة باليد'، ووثيقة بيعة معاذ أميرا للخلية، ووثائق بخصوص توزيع المهام ورسائل مشفّرة. وكانت تخطط للسطو على مقرات أمنية لسرقة أسلحة وقتل رجل أعمال يهودي وصحافي فرنسي واستهداف رجال سلطة في اطار محاولة إسقاط حكومة "الردة" وإقامة حكومة إسلامية من خلال حرب العصابات. والرجل الأول في الخلية، هو شاب يقطن في الدارالبيضاء، ويلقب بعبقري العالم الافتراضي، وتمت مراقبته من قبل الاستخبارات الداخلية عن بعد، وظهر أنه حاول عبر العالم الافتراضي ربط صلات مع تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من خلال مواقع تدعو للفكر الجهادي. وفي يوم 19 سبتمبر الجاري، وضع معاذ على الإنترنت رسالة توديع، تلقفتها العناصر الاستخباراتية المغربية لتخطر العناصر الأمنية الميدانية بضرورة التحرك للقبض عليه، حيث ظهر أنه وضع أمام ناظريه مركزا أمنيا للهجوم عليه، ويوم الثلاثاء المنصرم في الساعة السابعة مساء بتوقيت غرينتش، خرج معاذ لصلاة المغرب فتم إلقاء القبض عليه خارج المنزل،، حتى لا يقدم على تدمير أية أدلة تتواجد لديه داخل بيته، وفي التحقيقات أماط أمير "سرية البتار" اللثام عن اسم العنصرين الآخرين الذين بايعاه أميرا على الخلية بالقسم، وفي صباح يوم الأربعاء الماضي كانت العناصر الثلاثة للخلية في قبضة رجال الأمن. يذكر أن الفرقة الوطنية حجزت، لدى الخلية أدوات ومعدات كانت تنوي استعمالها في تنفيذ مخططات العمل الميداني، ومن المحجوزات برمجيات تستعمل في الإرهاب الافتراضي، وستتواصل عمليات البحث حول ارتباطات مكونات الخلية مع القاعدة الناشطة في المنطقة المغاربية لمواجهة أي مخططات تستهدف أمن المملكة، قبل تقديم المعتقلين الثلاثة للقضاء ليقول كلمته فيهم.