«درع لمن وحًّده» اقتبس اسمه الحركي من نشيد جهادي في فيلم «قناص بغداد» حث على الانتقال من الجهاد الإلكتروني إلى الجهاد على أرض الواقع في آخر مقال عممه على «المواقع الجهادية» «ولولا أني أشفقت عليكم يا إخوتي ما اهتممت بكتابة أمور تعرضني لأشد الخطر، يجب الانتقال من الجهاد الإلكتروني، إلى الجهاد على الواقع»، عبارة مقتبسة من آخر مقال كتبه المدعو معاد إرشاد، قبل أن يتم اعتقاله الثلاثاء الماضي، بعد تفكيك خلية إرهابية أطلق عليها اسم «سرية البتار»، مكونة من ثلاث أفراد. وبعد المقال، أرسل معاد إرشاد الملقب ب «درع لمن وحّده» الذي لا يتعدى عمره 30 سنة، رسالة وداع عممت عبر «المواقع الجهادية»، معلنا أنه سيبدأ في تنفيذ مجموعة من العمليات، عبر الانتقال من «الجهاد الإلكتروني، إلى الجهاد على الواقع»، الأمر الذي استنفر مصالح إدارة مراقبة التراب الوطني بالتنسيق مع الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، ودفعها إلى إيقافه، لتجد نفسها أمام خلية إرهابية أميرها خبير في إرهاب السيبرنتيك وعلى علاقة بأخطر تنظيم إرهابي في الصحراء والساحل، وخططت لاغتيال رجل أعمال يهودي وصحافي فرنسي، بالإضافة إلى رجال أمن مغاربة. وكان «أمير» الخلية، المسمى «درع لمن وحّده»، قد ربط علاقات ب «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» عارضا عليه أن يقدم له خدماته في مجال الإنترنيت، ومنها إنشاء موقع إلكتروني خاص به وأيضا تأمين كل اتصالاته بالمغرب على الشبكة العنكبوتية انطلاقا من المغرب، لكنه طلب من قيادة «تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي» مده بالسلاح، ودخلوا معه في مفاوضات واقترحوا عليه أن يتوسط في الأمر شخص ما بشكل مباشر. «درع لمن وحّده» التي اقتبسها «أمير سرية البتار» من نشيد جهادي عراقي من فيلم «قناص بغداد»، درس العلوم الرياضية والمعلوميات، وعمل كمسير لشركة معلوميات ويقطن في شارع إدريس الحارثي بمدينة الدارالبيضاء. وظل مند سنة 2006 ينشط عبر المواقع والشبكات الجهادية، حتى أصبح عضوا نشيطا في عدد من المنتديات، ومتخصصا في إرهاب السيبرنتيك، وينشط في المواقع الإسلامية التابعة ل «تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي»، ويسهر على حث زوار المواقع «على الجهاد ضد الكفار والصليبيين، وتطهير البلاد الإسلامية من الكفار». الوثائق التي حجزتها المصالح الأمنية، والتي عاينتها بيان اليوم، كشفت عن تنسيق كبير بين عناصر الخلية، وضمت هذه الوثائق «قسم الوداع» الذي يكتبه كل من يعتزم القيام بعملية «انتحارية»، كما ضمت الوثائق «وثيقة البيعة والولاء» للأمير معاد إرشاد، بالإضافة إلى خرائط ورسومات توضح مجموعة من المخططات التي وضعتها الخلية لتنفيذ عملياتها. وجاء في وثيقة البيعة لأمير الخلية التي عاينتها بيان اليوم: «أبايعك على السمع والطاعة، في المنشط والمكره، والعسر واليسر في غير معصية وفيما أستطيع. وأبايعك على الكتمان وعدم التصرف في أمور الجهاد إلا بإذنك. والله على ما أقول شهيد». بيان اليوم، عاينت أيضا وثيقة مكتوبة بلغة مشفرة، لا يفهما إلا عناصر الخلية، بالإضافة إلى مقالات صحفية بعدد من الجرائد العربية والوطنية حول تعاون العرب مع الولاياتالمتحدةالأمريكية لمكافحة الإرهاب، إضافة إلى صور مفبركة بالفوتوشوب، تبين وضع مسجدين عوض برجي «توين سانتر» وسط الدارالبيضاء. كما لاحظت بيان اليوم، من خلال الوثائق، الكيفية التي رسم بها أمير الخلية أهدافه، بعدما حددها حسب الأهمية، بداية من إستراتيجية تتمثل في «قتل الأمريكان والفرنسيين وكل الكفار في المغرب وكبار المرتدين وعناصر المخابرات». كما وضعوا في أوراق سرية عثر عليها بحوزة أميرهم تتضمن ما سموه أهدافا عامة وهي «إسقاط حكومة الردة وإقامة حكومة إسلامية»، وأيضا «تحريض الشعب المغربي على إسقاط الحكومة المغربية ومحاربة المرتدين والكفار والصليبيين»، ثم إستراتيجية كبرى، وتكتيكية، تتمثل في اغتيال رجال الأمن وأخذ سلاحهم. وبالإضافة إلى الوثائق، عاينت بيان اليوم، سكاكين ومسدسا بلاستيكيا وقناعا. يشار أن العنصر الثاني بعد أمير الخلية، وهو (م.خ)، معتقل سابق سنة 2006 في إطار قانون مكافحة الإرهاب، وحكم بسنتين سجنا نافذة، قبل استئناف الحكم وتخفيضه إلى سنة و6 أشهر، أما العنصر الثالث، (ي.ع)، يبلغ عمره 22 سنة، وهو شقيق “أمير” الخلية.