لم يمتلك من وسائل عمل مهنة انتحل صفة الانتماء إليها، غير أداة مزيفة. وامتلك إلى جانبها دراجة نارية يتحرك بها في أحياء وشوارع عديدة بمناطق مختلفة من مدينة الدارالبيضاء. بنيته ليست قوية، لترهب ضحاياه، أو تجعلهم يتوهمون أنه يمثل حقيقة الجهاز الذي يدعى الانتماء إليه افتراء. يقتنص ضحاياه بعناية، يلف حولهم، تارة ويسير بجانبهم أطوارا أخرى في شوارع وأزقة محتلفة من مدينة البيضاء قبل الإيقاع بهم في شباكه. إلا أنه كان يركز تحركاته التمشيطية، بأحياء مقاطعة الحي الحسني، متجولا بين دروب ليساسفة، والألفة حيث كانت نهاية احترافه انتحال صفة لم ينخرط في أسلاكها قانونا، فاختار الاحتيال والتمويه، لسلب ضحاياه بعض الأموال والحاجيات. قاده الحظ العاثر إلى الاصطدام، بعد زوال أول أمس، بمن وضع حدا لإجرامه. سار الشاب الذي احترف انتحال صفة رجل الأمن على مقربة من شاب آخر امتطى بدوره دراجة نارية، على مقربة من الثانوية التأهيلية «طارق بن زياد». عرج بالمقود صوب دراجة من سار إلى جنبه، محاولا إيقافه. فامتثل الثاني، ولم يمانع في الوقوف، حتى إن لم يدرك سبب إيقافه. “الوريقات...” كلمة أطلقها “الشرطي” المزيف في وجه ضحيته المفترضة، محاولا الاطلاع على وثائق الدراجة التي كان يمتطيها الشاب الثاني. لكن المفاجأة غير السارة التي لم ينتظرها الشرطي المزيف، أن تحركاته قادته إلى إيقاف «شرطي حقيقي» ينتمي إلى أمن الحي الحسني، غير أنه كان بزيه المدني عندما أوقفه منتحل الصفة. كشف الشرطي الحقيقي عن هويته لمن أوقفه، فأمعن منتحل الصفة في التأكيد على الإطلاع على بطاقة العمل. لم يمانع الشرطي في إظهار بطاقته ممتثلا للقانون، مظهرا حسن النية. عند هذه اللحظة حاول الشرطي المزيف انتزاع هوية رجل الأمن الحقيقي. لكن الشرطي امتنع عن تسليمها، مطالبا من أوقفه برقم التسلسلي في سلك الأمن. تلعثم الشرطي المزيف، فنطق اعتباطا برقم «15»... أدرك الشرطي الحقيقي، عند سماع الرقم، أنه أمام منتحل صفة، يحاول سرقة ضحاياه بإيهامهم أنه رجل شرطة. كل عدته مسدس بلاستكي مزيف، ودراجة نارية، ويوهم به ضحاياه أنه عنصر من الشرطة. تارة يلجأ إلى الابتزاز لنيل مقابل إطلاق من خالف قانون السير أو لم يتوفر على وثائق دراجة يمتطيها، وأخرى يعمد فيها إلى اللجوء إلى السرقة، إن وجد في ضحاياه ضعفا، ونزوعا نحو الخوف من «شرطي مزيف». وعند اثبات ما ضبط متلبسا باقترافه ظهر ضحية «أبكم» وصديق له كانا ضحية لعمل الشرطي الموقوف. باغت الشرطي الحقيقي، العنصر المزيف، فَشَلَّ حركته، حين أوقعه أرضا. وماهي غير دقائق حتى سارعت صقور الحي الحسني لإيقاف «شرطي غير زميل»، ادعى بهتانا انتماءه إلى سلك الشرطة، لكنه وقع في شر أعماله بعد زوال أول يوم من هذا الأسبوع.