تتفاقم بالدار البيضاء بشكل كبير جدا ظاهرة الإعتداءات والسرقات التي عرفت إنتشارا واسعا بمختلف أحياءها وشوارعها في الاونة الاخيرة حتى أنها تجاوزت الحد المعقول وإنتزعت الإطمئنان من المواطن الذي إستاء للوضع المقلق وأصبح يتجول في خوف كبير حتى أن العديد من السكان باتوا يتنقلون بحذر متحاشين التكلم بالهاتف المحمول في الشارع أو حمل محفظة جاء هذا جراء ماحصدته الظاهرة من ضحايا تقدم أغلبهم بشكاوى للمصالح الأمنية وأغلبها ضد مجهول وتتواصل عمليات السرقة ليلا ونهارا رغم الإجراءات الأمنية الجديدة التي تعززت بها العاصمة الاقتصادية ولكن إحترافية السراق اللصوص دون القضاء النهائي على هذه السلوكات العنيفة التي جعلت من شوارع عاصمة المال والأعمال مسرحا لها في ظل ما تشهده هذه الأخيرة من حركة كثيفة للمواطنين الذين أضحوا فريسة سهلة للمجرمين خاصة أن هذا الشهر شهد أيضا توافد الكثير للصوص بالبيضاء وفي جولة قادتنا إلى بعض الشوارع والأحياء إلتمسنا إستياء المواطن الذي تساءل عن الأمن قائلا على حد تعبير أحدهم أين الأمن في مثل هذه الحوادث المرعبة؟ حالات كثيرة تكلم عنها سكان الحي المحمدي سباتة وشارع افغانستان بالحي الحسني واحياء وسط المدينة القديمة ومناطق أخرى عديدة ويمكن التأكيد أن الظاهرة شملت كل تراب الولاية دون إستثناء ومست الكبار والشباب وحتى الأطفال والصغار الذين تعرضوا بدورهم للسرقة آخر عملية وقعت أول أمس أمام موقف الحافلات الناقلة إلى حي الحسني المجاور «لكزا بلنكيز» أين قام أحدهم بخطف أقراط ذهبية من أذني طفلة لم تتجاوز العشر سنوات ولم يسمع إلا صراخها وبكاءها وهي تجري مفزوعة والدماء تسيل من أذنيها في حين أن السارق إختفى في لمح بصر وحوادث كثيرة سجلت خلال هذا الشهر الكريم بحيث لم يردع رمضان المبارك والصيام محترفي هذه الجريمة الذين إستغلوا إنشغال الناس وتناسيها لهذه الإعتداءات التي بدأت تتناقص قبل شهر الصيام ولم نكن نسمع عنها كثيرا حتى عادت لتلفت الإنتباه وتثير الرعب بين المواطنين الذين استاءوا كثيرا جراء تنامي هذه الظاهرة وأصبح الكل معني والحذر مطلوب بحيث أن إجراءات مصالح الأمن لم تعد كافية لوحدها بحيث خصصت طلية أيام وليالي الشهر الكريم دوريات مكثفة خاصة وعادية فضلا على دوريات المداهمة ولكن بقي محترفي هذه المهنة على نهبة الإستعداد مدركين تماما متى وكيف تتم العملية كما تمكنت مصالح الأمن من توقيف عدد كبير من المجرمين ولكن بالموازاة تتنامى أعدادهم كالفطريات وتقع أكثر عمليات السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض ناهيك عن السرقة بالخطف التي باتت من الأنواع التي يجيدها المبتدئين ويركزون عليها كثيرا بل ويحددون المواقع التي تجري فيها مثل هذه العمليات بنجاح ودون أي مشاكل ومن ضمن الخطوط التي سجلت أكبر عملية سرقة على الإطلاق الخط رقم (11) الناقل من السالمية إلى شاطئ» بيبسي» بمحاداة عين الذئاب بحيث قدمت العديد من الشكاوي ضد مجهولين يستغلون الإزدحام لخطف الهواتف النقالة ومحافظ الركاب وتم في كثيرمن العمليات إلقاء القبض على السارقين في حالة تلبس والوضع يزيد خطورة مما جعل أغلبية الركاب يضطرون إلى التنقل بسيارت الأجرة تفاديا لما يمكن أن يحصل هذاوتسجل نفس القضايا أيضا بمناطق أخرى بالمدينة بحيث وقعت العديد من الإعتداءات والسرقات تحت التهديد بالسلاح الأبيض في شهر رمضان بمنطقة ليساسفة التي تعد وكر للمجرمين ومنطقة النسيم ناهيك عن البلديات المجاورة أين حصدت عمليات السرقة تحت التهديد بالسلاح الأبيض الكثير من الضحايا مع تسجيل إصابات متفاوتة الخطورة هي إذن مشاهد سلبية إرتبطت بالشارع البيضاوي للأسف وأضحت عاصمة المال والاعمال تنعت بالسرقة والإعتداءات الخطيرة وتحتل المرتبة الأولى وطنيا في عدد القضايا المسجلة من قبل المصالح الأمنية ويرجع المختصون أسباب إنتشار هذه الظاهرة إلى الإدمان على المخدرات وكذا الفقر الشديد والبطالة وغيرها من الأسباب التي تدفع السارقين وأغلبهم من الأطفال والمراهقين والشباب إلى إرتكاب هذه الجرائم همهم الوحيد الحصول عن ثمن في كل يوم وغالبا ما تتشكل عصابات متخصصة في النشل وفي كل يوم يحصد عشرات الضحايا الذين تصادفوا من محترفي هذه الجرائم وسقطوا في الشباك