في أول امتحان قوة تخوضه النقابة الوطنية للصحافة المغربية بلاماب في وجه خليل الهاشمي الإدريسي تكسب معركته. المدير العام الجديد لوكالة المغرب العربي للأنباء لم يصمد أمام المعركة النقابية كثيرا وأعلن في بلاغ أصدره أمس تزامنا مع إضراب عام ب”لاماب” لمدة 24 ساعة عن تراجعه عن نظام التوقيت الجديد الذي أعلن عنه يوم الجمعة الماضي ودخل حيز التطبيق الإثنين. معركة لم تدم أكثر من ثلاث ساعات استجاب فيها المدير العام لمطالب المضربين وألغى قرارا لم يجفّ بعد مداد توقيعه ولم تمض على بدء سريان تنفيذه إلا سويعات. في الوقت نفسه، وفي حمى تسارع الأحداث أعلن ستة محررين من وكالة المغرب العربي للأنباء عن استقالتهم احتجاجا على عبارة وردت في بلاغ مدير لاماب يصف فيها الحركة الاحتجاجية بالمتوحشة، ويتهم العاملين بأنهم يدافعون عن بقاء الحال على ما هو عليه ولا يريدون بذل مجهودات لتطوير الوكالة. لتمتد شرارة المعركة إلى ساحة البلاغات. إذ مباشرة بعد خروج المدير العام الذي لم يفت على تعيينه أكثر من ثلاثة أشهر ببلاغ تراجعه عن اعتماد نظام توقيت جديد أصدرت النقابة الوطنية للصحافة المغربية بلاغا ثانيا تنوه فيه بما أسمته “نجاحا ساحقا” حققته في جولتها هاته. المعركة ضد نظام التوقيت الجديد اندلعت شرارتها قبل أسابيع وبلغت أوجها مع إنزال خليل الهاشمي الإدريسي للقرار يوم الجمعة الماضي. وفي هذا الصدد يقول مصدر نقابي : «المفاجىء في العملية أن جسور الحوار كانت ممدودة بيننا وبين الإدارة حول نظام التوقيت الجديد. وقد تم تأجيله مما جعلنا كنقابة نرتاح لسير الحوار مع الإدارة الجديدة إلى أن فوجئنا بالقرار الانفرادي الذي وضعنا في الزاوية ولم يترك لنا خيارا آخر غير الإضراب». ومع ذلك فالتأجيل لم يأت بناء على اتفاق حبي بين الطرفين، بل بعد حركة احتجاجية رمزية تمثلت في حمل الشارة. ومن الشارة إلى إضراب إنذاري دخلت نقابة لاماب العضو بالنقابة الوطنية للصحافة المغربية مع مدير الهاشمي الإدريسي في معركة “لي ذراع” مفتوحة. كان عنوانها الأبرز هو التصعيد. يوم واحد من الإضراب سيتحول إلى يومين الأسبوع المقبل (27 و 28 سبتمبر)، ثم إلى ثلاثة أيام في الأسبوع الذي يليه، وهكذا إلى أن تستجيب الإدارة وتلغي العمل بنظام التوقيت الجديد. وهو ما تم فعلا في أسرع وقت يمكن تصوره بعدما شلت حركة الإضراب عمل الوكالة الرسمية للأخبار بالمغرب وتسببت في اختلالات على مستوى عمل الجرائد والمنشورات المرتبطة بهذه الوكالة. وبالرغم من كسب نقابة لاماب لهذه الجولة فقد اعتبرت عبر أحد مصادرها المسؤولة أن مشكل نظام التوقيت الجديد مشكل زائف في أصله. وأن أساس الإصلاح يطال مكامن الخلل المتجلية في غياب الديموقراطية الداخلية والشفافية في التعيينات والوضوح في خط التحرير والموضوعية والحرية في العمل. ليبقى هدف العاملين تحول لاماب من وكالة حكومية إلى وكالة وطنية، وهو ما لا يمكن أن يتم إلا بحوار مفتوح مع الإدارة الجديدة.