بسبب المعاناة التي يعيشها أغلب سكان المدينة القديمة بآسفي الآيلة منازلهم للسقوط والذين لم يستفيدوا من عملية الترحيل التي شملت وتشمل فقط ساكنة حي تراب الصيني، ارتأت الجمعية المغربية لحقوق الإنسان بآسفي إلى الدخول على الخط وذلك بالقيام بزيارة للمدينة القديمة وبالضبط لساكنة 8 منازل تقطنها أزيد من 40 أسرة والدور المتواجدة بها كدرب بينيتو، حيث عقد أعضاء الجمعية لقاء مع ساكنة هذه الدور ومعاينة ظروف عيشهم والوقوف على ما يهددهم من أخطار في كل لحظة، لتسجل اندهاشها للوضع الاجتماعي المتردي الذين يجثم على رقاب هؤلاء المواطنين، وقلقها الشديد لظروف السكن وما قد يسفر عنها من ضحايا جراء الانهيارات الواسعة في السقوف والجدران والثقوب ودعامات المنازل والدرابيز وأخطار الأسلاك الكهربائية المهترئة، واستغرابها للتناقضات الصارخة في مساكن المواطنين المغاربة التي تجاور مساكن الأجانب رياض التي تبرز الهوة ممن يطالبون بحق السكن فقط ومن يرخص لهم لتشييد الرياضات، واعتبارها أن مجال التنمية البشرية قد ألغى هؤلاء المواطنين الأكثر هشاشة وإقصاء، ويتساءل عن مخططات الوعاء العقاري بالمدينة والضواحي، ودعوتها المسؤولين إقليميا وجهويا ووطنيا التدخل العاجل لتمتيع هذه الساكنة بحقها في السكن ورفع الظروف الحاطة من كرامة الإنسان. وجهت ساكنة المدينة القديمة بآسفي شكاية إلى وزير الداخلية مذيلة بعشرات التوقيعات توصلت «الأحداث المغربية» بنسخة منها أحاطت فيها علما الوزير بأن المدينة القديمة تعرضت في السنين الأخيرة ولا زالت لطمس وتخريب لم يسبق له مثيل لمعالمها ومبانيها وبيوتها التاريخية التي تمثل تراثا حضاريا للمغاربة. وكانت ساكنة بعض الدور السكنية بالمدينة القديمة بآسفي قد وجهت شكايات إلى العديد من الجهات المسؤولة مركزيا وجهويا ومحليا أشارت فيها إلى أنه ورغم الأهمية البالغة والرفيعة لهذه الدور والبيوت فقد أصبحت الساكنة ترى وتشاهد عمليات تخريب وطمس لهذه المباني العتيقة من طرف عدد من عديمي الضمير في غياب تام للسلطات المحلية والجهات الوصية، مبرزة على أن هذا التخريب يتمثل في عمليات بناء وترميم عشوائي غير مرخص به ولا يخضع لأي معايير تقنية وهندسية،حيث أدى هذا البناء إلى الإساءة إلى المعالم التاريخية وتشويه للفضاء الأثري للمدينة العتيقة. وأضافت في نفس شكايتها على أنه في هذا السياق التخريبي قام أحد الأشخاص بتاريخ 27 /3 /2010 بفتح باب جديد مطل على الحي انضاف إلى الأبواب والنوافذ والفتحات والغرف العشوائية البناء التي أضافها سابقا بالبيت الذي يملكه بدرب الكنيسية بعدما عمد منذ شرائه لهذا البيت الذي يعتبر من أقدم الدور بالمدينة العتيقة إلى تجزئته وتفصيله كما يشاء ضاربا بعرض الحائط كل المعايير الهندسية والإجراءات القانونية المتبعة، ما أدى إلى تدمير هذا الأثر الذي كان في السابق وإلى عهد قريب يمثل فنا فريدا له خصوصية متميزة في فن العمارة بزليجه ونقشه وتصميمه الهندسي، بحيث إن أعرق العائلات المسفيوية قد سكنت في هذا البيت، مطالبة من الجهات المسؤولة التدخل العاجل لوقف هذا النزيف واتخاذ الإجراءات القانونية الضرورية اللازمة.